الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 486 ] من اسمه دغفل ودفاع ودكين ودلهم

                                                                          1799 - (تم) : دغفل بن حنظلة بن زيد بن عبدة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان السدوسي الذهلي الشيباني النسابة، مختلف في صحبته، وفي إدراكه للنبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : الحسن بن أبي الحسن البصري (تم) ، وأخوه سعيد بن أبي الحسن ، وعبد الله بن بريدة ، ومحمد بن سيرين .

                                                                          [ ص: 487 ] قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : أخبرنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي، قال : قلت لأحمد بن حنبل : دغفل بن حنظلة له صحبة؟ قال : ما أعرفه.

                                                                          قال ابن أبي حاتم : يعني ما يعرف له صحبة أم لا.

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : قد سمعت منه - يعني : معاذ بن هشام - حديث دغفل بن حنظلة (تم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين .

                                                                          قلت لأبي عبد الله : دغفل بن حنظلة له صحبة؟ فقال : لا، ومن أين له صحبة، هذا كان صاحب نسب. قيل لأبي عبد الله : روي عنه غير هذا الحديث؟ فقال : نعم، حديث آخر يرويه أبان العطار : " كان على النصارى صوم " قال أبو عبد الله : لا أعلمه روي عن دغفل غيرهما.

                                                                          وقال محمد بن إسحاق بن يسار فيما رواه الفضل بن غانم، عن سلمة بن الفضل ، عنه : بنو عمرو رهط دغفل العلامة من ولد شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة.

                                                                          وقال عمرو بن علي الفلاس : وليس بصحيح أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وهو ابن خمس وستين .

                                                                          وقال أبو الحسن بن البراء ، عن علي ابن المديني : والذين روى عنهم الحسن من المجهولين، فذكرهم، وذكر منهم دغفل بن حنظلة.

                                                                          [ ص: 488 ] وقال نوح بن حبيب القومسي : دغفل بن حنظلة يقال : إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                          وقال في موضع آخر في تسمية أهل البصرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : وممن روى عنه دغفل السدوسي، وهو الذي يقال له : النسابة.

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل البصرة، وقال : لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وفد على معاوية.

                                                                          وقال في "الكبير" في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة : أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئا، وفد على معاوية بن أبي سفيان، وكان له علم، ورواية للنسب وعلم به.

                                                                          وقال البخاري : دغفل بن حنظلة النساب، ولا يتابع عليه - يعني حديث الصوم - ولا يعرف سماع الحسن من دغفل، ولا يعرف لدغفل إدراك النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن موسى بن إسماعيل، عن أبي هلال ، عن محمد بن سيرين : كان دغفل رجلا عالما، ولكن اغتلبه النسب، قال أبو بكر : بلغني أن دغفلا لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.

                                                                          [ ص: 489 ] وقال أبو هلال، عن عبد الله بن بريدة : أرسل معاوية إلى دغفل فسأله عن أنساب العرب، وعن النجوم، والعربية، وعن أنساب قريش، فأخبره، فإذا رجل عالم، فقال : من أين حفظت هذا يا دغفل؟ قال : بلسان سؤول، وقلب عقول، وإن آفة العلم النسيان. قال : فأمره أن يذهب إلى يزيد بن معاوية فيعلمه العربية، وأنساب قريش، وأنساب العرب .

                                                                          وقال نصر بن علي الجهضمي، عن الأصمعي : النسابون أربعة : دغفل، وأبو ضمضم، وصبيح، والكيس النمري.

                                                                          قال : وخبرنا الأصمعي، عن مسمع بن عبد الملك، قال : قيل للنساب البكري : قد نسبت كل شيء حتى نسبت الذر، قال : الذر ثلاثة أبطن : الذر، وقارن، وعقفان.

                                                                          وقال بشر بن موسى، عن الأصمعي، عن العلاء بن أسلم ابن أخي العلاء بن زياد العدوي، عن رؤبة بن العجاج : أتيت النسابة البكري فقال : من أنت؟ قلت : ابن العجاج. قال : قصرت وعرفت، لعلك كأقوام يأتونني، إن سكت عنهم لم يسألوني، وإن حدثتهم لم يعوا عني، قلت : أرجو أن لا أكون كذلك، قال : فما أعداء المروءة؟ قلت : تخبرني؟ قال : بنو عم السوء، إن رأوا صالحا دفنوه، وإن رأوا شرا أذاعوه، ثم قال : إن للعلم آفة ونكدا وهجنة، فآفته نسيانه، ونكده الكذب فيه، وهجنته نشره في غير أهله.

                                                                          [ ص: 490 ] قال أبو القاسم : بلغني أن دغفل بن حنظلة غرق في يوم دولاب من فارس في قتال الخوارج.

                                                                          روى له الترمذي في "الشمائل" حديثا واحدا، وقد وقع لنا عاليا عنه.

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي، قال : أنبأنا محمد بن معمر بن الفاخر في جماعة، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت : أخبرنا أبو بكر ابن ريذة، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال : حدثنا موسى بن هارون، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه، قال : حدثنا معاذ بن هشام، قال : حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن دغفل بن حنظلة قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين سنة .

                                                                          رواه، عن بندار، ومحمد بن أبان البلخي، عن معاذ بن هشام به، فوقع لنا بدلا عاليا، وقال : دغفل : لا نعرف له سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجلا.

                                                                          وبه، عن دغفل بن حنظلة ، قال : كان على النصارى صوم شهر رمضان، فكان عليهم ملك فمرض، فقال : لئن شفاه الله ليزيدن عشرا، ثم كان عليهم ملك بعده فأكل اللحم فوجع، فقال : لئن شفاه الله ليزيدن [ ص: 491 ] ثمانية أيام، ثم كان بعده ملك فقال : ما ندع من هذه الأيام أن نتمها، ونجعل صومنا في الربيع ففعل، فصارت خمسين يوما .

                                                                          رواه البخاري في "التاريخ" عن إسحاق بن راهويه مرفوعا، فوافقناه فيه بعلو، وقد تقدم كلامه عليه.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية