ذكر اختلاف أهل العلم فيمن صلى وترك السجود على سائر الأعضاء غير الجبهة والأنف
اختلف أهل العلم في فروينا عن المصلي يدع السجود على سائر الأعضاء غير الجبهة والأنف، مسروق : أنه رأى رجلا ساجدا رافعا رجليه فقال: [ما تمت] صلاة هذا. وقال : إذا وضع من اليدين بقدر الجبهة أجزأه، وقال أحمد بن حنبل أبو أيوب سليمان بن داود: إذا وضع الأكثر من كفه جازت صلاته، وكذلك في الركوع، وقال أبو خيثمة : لا يجزئه حتى يضع يديه على الأرض في السجود، وعلى الركبتين في الركوع.
وقال وضع النبي صلى الله عليه وسلم يديه على ركبتيه وكفيه في السجود على الأرض. فهذا عندنا نقصان من صلاة من تركه، وأحب إلي أن يعيد، وقال ابن أبي خيثمة: كلما ترك السجود على شيء من الأعضاء السبعة لم يجزه، ويجزئه تغطيتها، [لأن] اسم السجود [ ص: 345 ] [واقع] عليها، وإن حال دونها حائل، وكلما لم يضع من هذه الأعضاء (عضوا) على الأرض وهو يقدر على إيقاعه لم يجزه. إلا ما بين إسحاق: في الزحام يوم الجمعة، أن له أن يسجد على ظهر أخيه إذا لم يمكنه السجود على الأرض. عمر بن الخطاب
قال وقد روينا عن أبو بكر: [شريح] أنه كان يصلي في البرنس ولا يخرج يده منه، وقال : أدركت القوم يسجدون على عمائمهم، ويسجد أحدهم ويديه في قميصه، وقال الحسن البصري في البرانس والطيالسة: رأيتهم يصلون فيها، ولا يخرجون أيديهم. النخعي
وكان يقول: وأحب أن يباشر براحتيه الأرض في البرد والحر، وإن لم يفعل وسترهما من حر وبرد فسجد عليهما، فلا إعادة عليه، قال: وفي هذا قولان، أحدهما: أن [عليه أن] يسجد على جميع أعضائه التي أمر بالسجود عليها، والقول الثاني: إنه إذا سجد على جبهته أو شيء منها دون ما سواها أجزأه؛ لأنه إنما قصد بالسجود قصد الوجه تعبدا لله، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره"، وأنه أمر بكشف الوجه، ولم يؤمر بكشف ركبة ولا قدم. [ ص: 346 ] الشافعي
وقال بعض أهل العلم: (أجمع أهل العلم) على أن للمصلي أن يسجد على ركبتيه، وهما [مستورتان] بالثياب، وكذلك له أن يسجد وقدماه في الخفين، والجوربين، والنعلين، فهذه أعضاء من السبعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم: " " وإذا كانوا قد أجمعوا على ذلك فاللازم في الأعضاء الثلاث الباقية أن له أن يسجد عليها وبينها وبين الأرض حائل من ثوب أو ما أشبه ذلك عند حاجته للحر والبرد، وقال: (لو) لم يجز السجود على كور العمامة للحائل بين الجبهة والأرض، لكان السجود لا يجوز على حصيرة ولا خمرة، وقد روي عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سجدوا على (البساط) ، وأما ما روي عمن كره أمرت أن أسجد على سبع فيشبه أن يكون ذلك اختيار منهم، والله أعلم. السجود على كور العمامة،
1457 - حدثنا الربيع ، قال: أخبرنا ، قال: أنا الشافعي عن مالك، نافع ، عن : أنه ابن عمر [ ص: 347 ] كان إذا سجد يضع كفيه على الذي يضع عليه جبهته، قال: ولقد رأيته في يوم شديد البرد يخرج يديه من تحت برنس.