الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر استحباب سكوت الإمام قبل القراءة ليقرأ من خلفه في سكوته

                                                                                                                                                                              1334 - حدثنا حاتم بن منصور، أن الحميدي حدثهم، قال: ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ، فقلت: بأبي وأمي ما تقول في سكتتك بين التكبير والقراءة؟ قال: أقول "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء، والثلج، والبرد".

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: فيستحب للإمام أن تكون له سكتة بين التكبير والقراءة ليقرأ من خلفه، ويدل هذا الحديث على أن للإمام أن يخص نفسه بما شاء من الدعاء دون [من] خلفه، ويدل على إباحة الدعاء في الصلاة بما [ ص: 276 ] ليس في القرآن، خلاف قول من زعم أن ليس للمصلي أن يدعو إلا بما في القرآن.

                                                                                                                                                                              وقد روينا عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانت له سكتتان، وفي إسناده مقال، يقال: إن الحسن لم يسمعه من سمرة.

                                                                                                                                                                              1335 - حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: نا أبو [الوليد ] الطيالسي ، وأبو عمر، وأبو سلمة، قالوا: ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد، عن الحسن، عن سمرة بن جندب : أن النبي صلى الله عليه وسلم: كانت له سكتتان سكتة إذا دخل في صلاته، وسكتة إذا فرغ، زاد أبو عمر في حديثه: إذا فرغ من القراءة، فأنكر ذلك عمران بن حصين ، فكتبوا فيه إلى أبي بن كعب ، فكتب أبي: أن صدق سمرة.

                                                                                                                                                                              وقال الأعرج : صليت خلف أبي هريرة فلما كبر سكت ساعة ثم قال: ( الحمد لله رب العالمين ) ".

                                                                                                                                                                              1336 - وحدثونا عن بندار ، قال: ثنا عبد الرحمن، ومحمد بن حزم قالا: نا شعبة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج ، قال: " صليت مع أبي هريرة فلما كبر سكت ساعة، ثم قال: ( الحمد لله رب العالمين ) . وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : للإمام سكتتان فاغتنموا فيها القراءة. وروينا عن عمر بن عبد العزيز [ ص: 277 ] "أنه كان له [وقفتان] ، كان إذا كبر وقف ثم يقرأ، وإذا فرغ من أم القرآن وقف. وكان ( الشعبي ) إذا كبر في صلاة يجهر فيها سكت هنيهة ثم قرأ.

                                                                                                                                                                              وقال الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز: من فقه الإمام أن يسكت بعد تكبيرة الافتتاح ثم يقرأ بفاتحة الكتاب، ثم يسكت ليقرأها من خلفه. وذكر لأحمد بن حنبل حديث سمرة فقيل له: يعجبك أن يسكت بعد القراءة سكتة؟ قال: نعم.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية