الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر من نسي تكبيرة الافتتاح (حتى) صلى أو ذكرها وهو في الصلاة

                                                                                                                                                                              اختلف أهل [العلم] في الرجل ينسى تكبيرة الافتتاح، فقالت طائفة: لا يجزئه وعليه الإعادة، كذلك قال النخعي، وسفيان الثوري ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، ومالك بن أنس، والشافعي ، وأصحابه، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق ، وأبو ثور. [ ص: 222 ]

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي فيمن ترك تكبيرة الافتتاح ثم ذكر وهو راكع، قال: لا يجزئه وعليه أن يرفع رأسه ويكبر ثم يقرأ ثم يركع.

                                                                                                                                                                              واختلف عن حماد بن أبي سليمان في هذه المسألة فحكى عنه معمر أنه قال: يعيد صلاته، وحكى عنه الثوري أنه قال: تجزئه تكبيرة الركوع.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: تجزئه تكبيرة الركوع، كذلك قال الحسن البصري ، وسعيد بن المسيب، والزهري، وقتادة، والحكم.

                                                                                                                                                                              وقال عطاء فيمن نسي التكبير: [لا تعيد] أنت تكبر إذا جلست وبين ذلك، إنما تعود إذا نسيت ركعة أو سجدة.

                                                                                                                                                                              وقال الأوزاعي : إن كبر تكبيرة الركوع فنرى أن صلاته قد تمت، وإن لم يكن كبر في الركوع فنرى أن يتم صلاته بركعة ثم يسجد سجدتين، وإن كان مع الإمام ألغى تلك الركعة التي لم يكملها واعتد من صلاته بثلاث ركعات، الوليد بن مزيد عنه. [ ص: 223 ]

                                                                                                                                                                              وحكى الوليد بن مسلم عن الأوزاعي أنه قال: إن كان وحده استأنف وإن كان مع إمام أجزأته تكبيرة الركوع، وكان كمن أدرك ركعة الإمام فكبر تكبيرة وأمكن كفيه من ركبتيه وقد رفع الإمام رأسه، فقد أجزأته تلك الركعة، ويكبر للأخرى إذا ذكر.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: القول الأول أصح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي علمه الصلاة: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر" وعلمه الصلاة ثم قال: "لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك".

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية