الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكبر في بعض الرفع لا في كل الرفع؛ لأنه كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: سمع الله لمن حمده

                                                                                                                                                                              1368 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال: أخبرني ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنه سمع أبا هريرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع ثم يقول: "سمع الله لمن حمده" حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم: "ربنا ولك الحمد"، ثم يكبر حين يهوي ساجدا، ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من المثنى بعد الجلوس، ثم يقول أبو هريرة : إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                              1369 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان أبو هريرة : يصلي بنا فيكبر حين يقوم، ويكبر حين يركع، وإذا أراد أن يسجد بعدما يرفع رأسه من الركوع، وإذا أراد أن يسجد بعدما يرفع رأسه من السجود، وإذا جلس، وإذا أراد أن يقوم في الركعتين كبر، ويكبر مثل ذلك في الركعتين الأخريين، وإذا سلم قال: والذي نفسي بيده إني لأقربكم [شبها] برسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 297 ] يعني صلاته ما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا.

                                                                                                                                                                              1370 - حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: نا عفان، قال: نا همام ، عن قتادة ، عن عكرمة قال: صليت خلف شيخ بمكة فكبر في صلاة الظهر ثنتين وعشرين تكبيرة، فأتيت ابن عباس فقلت: إني صليت خلف شيخ أحمق، فكبر في صلاة الظهر ثنتين وعشرين تكبيرة، فقال: ثكلتك أمك، تلك صلاة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: ثبتت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتم التكبير، وثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين، وهو قول عبد الله بن مسعود ، وجابر بن عبد الله ، وابن عمر ، وقيس بن عباد.

                                                                                                                                                                              1371 - حدثنا إسماعيل، قال: نا أبو بكر، قال: نا أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن عاصم، عن أبي رزين قال: صليت خلف علي، وابن مسعود فكانا يتمان التكبير.

                                                                                                                                                                              1372 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن مالك، عن وهب بن كيسان : أن جابر بن عبد الله : كان يكبر كلما خفض ورفع. [ ص: 298 ]

                                                                                                                                                                              1373 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم: أن ابن عمر كان يكبر كلما خفض ورفع.

                                                                                                                                                                              وبه قال مالك، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، [وابن] جابر، والشافعي ، وأبو ثور، وهو قول عوام أهل العلم من علماء الأمصار، وفي الأخبار الثابتة التي رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة وكفاية.

                                                                                                                                                                              وقد روينا عن غير واحد من أهل العلم أنهم نقصوا التكبير، ولا حجة في أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل من ذكرنا عنهم أنهم نقصوا التكبير إما أن يكونوا [أغفلوا] ، أو كبروا، فلم يؤد عنهم، أو يكونوا دفعوا ذلك. فغير جائز دفع ما قد ثبتت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن ذكرنا ذلك عنه من أصحابه بقول أحد.

                                                                                                                                                                              فممن روي عنه أنه [كان]: لا يتم التكبير القاسم، وسالم، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن جبير. [ ص: 299 ]

                                                                                                                                                                              1374 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد قال: صليت مع ابن عباس بالبصرة فلم يكبر هذا التكبير بالخفض والرفع.

                                                                                                                                                                              1375 - حدثنا إسماعيل، قال: نا أبو بكر، قال: نا عبدة بن سليمان، عن مسعر ، عن يزيد الفقير، قال: كان ابن عمر ينقص التكبير في الصلاة، قال مسعر : إذا انحط بعد الركوع للسجود لم يكبر، وإذا أراد أن يسجد الثانية لم يكبر.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية