الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الأذان والإقامة لمن صلى في مسجد قد صلى فيه أهله

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الرجل يأتي إلى مسجد قد صلى فيه أهله، فقالت طائفة: يؤذن ويقيم.

                                                                                                                                                                              كذلك فعل أنس بن مالك ، دخل مسجدا قد صلي فيه فأذن وأقام وصلى في جماعة، وروينا عن سلمة بن الأكوع أنه كان إذا فاتته الصلاة مع القوم أذن وأقام.

                                                                                                                                                                              1231 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عثمان، قال: "رأيت أنس بن مالك قد دخل مسجدا قد صلي فيه، فأذن وأقام".

                                                                                                                                                                              1232 - حدثنا محمد بن علي ، قال: نا سعيد بن منصور ، قال: نا حماد بن زيد ، قال: نا الجعد أبو عثمان قال: أتانا أنس بن مالك في مسجد بني ثعلبة، فقال: قد صليتم؟ وذلك صلاة الغداة، فقلنا: نعم، فقال لرجل: أذن، فأذن وأقام ثم صلى في جماعة ".

                                                                                                                                                                              1233 - حدثنا موسى بن هارون، قال: نا محمد بن أحمد ، قال: نا يحيى، قال: نا عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع ، أنه [ ص: 199 ] كان إذا فاتته الصلاة مع القوم، أذن وأقام، و[يثني] الإقامة.

                                                                                                                                                                              وقال الزهري : يؤذن ويقيم، وقال سعيد بن المسيب : يؤذنون ويقيمون، وقال قتادة : لا يأتيك من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا خيرا.

                                                                                                                                                                              واختلف في هذه المسألة عن الشافعي ، فحكى الحسن بن محمد عنه أنه قال: أذان المؤذنين وإقامتهم كافية، وحكى الربيع عنه أنه قال: إذا دخل مسجدا أقيمت فيه الصلاة، أحببت له أن يؤذن ويقيم في نفسه، وسئل أحمد عن هذه المسألة فقال: أليس كذا فعل أنس؟!.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: يقيم، روي هذا القول عن طاوس، وعطاء، ومجاهد، وبه قال مالك، والأوزاعي.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: ليس عليه أن يؤذن ولا يقيم، هكذا قال الحسن، وروي ذلك عن الشعبي ، وعكرمة، وبه قال النعمان وأصحابه.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: يؤذن ويقيم أحب إلي، وإن اقتصر على أذان أهل المسجد فصلى، فلا إعادة عليه، ولا أحب أن يفوته فضل الأذان [ ص: 200 ] .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية