الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر التسمية قبل التشهد

                                                                                                                                                                              روينا عن عمر بن الخطاب أنه كان إذا تشهد قال: بسم الله خير الأسماء، التحيات. وروينا عن علي أنه قال: بسم الله التحيات لله. وكان ابن عمر يقول ذلك.

                                                                                                                                                                              1516 - حدثنا موسى بن هارون، قال: نا الحسين بن عبد الرحمن، [ ص: 381 ] ، قال: ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث، عن علي أنه كان يقول في التشهد: بسم الله التحيات لله.

                                                                                                                                                                              1517 - حدثنا محمد بن علي ، قال: نا سعيد، قال: نا يعقوب بن عبد الرحمن، قال: حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد [القاري] رأيت عمر بن الخطاب إذا تشهد قال: بسم الله خير الأسماء، التحيات المباركات.

                                                                                                                                                                              1518 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال: قلت لنافع : كيف كان ابن عمر يتشهد؟ قال: يقول: بسم الله، التحيات لله.

                                                                                                                                                                              وكان أيوب السختياني ، ويحيى بن سعيد، وهشام يقولون: بسم الله خير الأسماء، وكان طاوس يقول: بسم الله الرحمن الرحيم التحيات. وقد (روي) عن ابن عباس أنه سمع رجلا يقول: بسم الله التحيات لله، فانتهره.

                                                                                                                                                                              1519 - حدثنا محمد بن علي ، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال: أخبرنا داود عن أبي العالية : أن ابن عباس سمع رجلا يقول: بسم الله، التحيات لله. فانتهره. [ ص: 382 ]

                                                                                                                                                                              1520 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن داود، عن أبي العالية قال: سمع ابن عباس رجلا يقول: - حين جلس في الصلاة - يقول: الحمد لله - قبل التشهد - ، فانتهره، يقول: ابدأ بالتشهد.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: ليس في شيء من الأخبار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر التسمية قبل التشهد، وما أعلم ذكر ذلك إلا في حديث أيمن، عن أبي الزبير ، عن جابر. ويقال: إن أيمن غلط فيه، ولم يوافق عليه، فهو غير ثابت من جهة النقل.

                                                                                                                                                                              وكل من لقيناه من أهل العلم يرون أن يبدأ بالتشهد على ما جاءت به الأخبار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حديث أبي موسى دليل على صحة هذا القول، وقد ذكرته في هذا الكتاب. [ ص: 383 ]

                                                                                                                                                                              وهذا قول أهل المدينة ، وأهل الكوفة، والشافعي ، وأصحابه، ولو سمى الله من أراد التشهد لم يكن عليه شيء، والله أعلم.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية