الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر رفع اليدين عند القيام من الجلسة في الركعتين الأوليين في التشهد

                                                                                                                                                                              قد ذكرنا حديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما مضى أنه كان إذا قام من السجدتين كبر، ورفع يديه كذلك، وذكرنا ذلك عن أبي حميد الساعدي ، وهذا باب أغفله كثير من أصحابنا، واعتل بعضهم بمثل العلة التي أنكروها على الكوفيين، [فقال] لي بعضهم: ليس ذكر ذلك في حديث ابن عمر ، كقول الكوفي: ليس ذكر رفع اليدين عند الركوع، وعند رفع الرأس من الركوع في حديث ابن مسعود .

                                                                                                                                                                              فمن حجة (بعض من يقول في هذا الباب) بحديث علي بن أبي طالب ، وأبي حميد الساعدي ، في هذا الحرف على أهل الكوفة أن قال: يقال لمن قال بحديث عبد الله بن مسعود : حفظ عبد الله شيئا وحفظ ذلك معه ابن عمر وغيره، وحفظ ابن عمر ما لم يحفظه عبد الله، فوجب القول بحديث ابن عمر ؛ لأنه حفظ ما لم يحفظه عبد الله، فيقال له مثل ما قال الكوفي: وحفظ علي بن أبي طالب ، وأبو حميد [في] عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يحفظه ابن عمر ، فوجب القول بحديث علي [ ص: 370 ] وأبو حميد ومن معه؛ لأنهم حفظوا ما لم يحفظه ابن عمر ، وكل ما ألزموه أهل الكوفة من قصة بلال، وأسامة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة، وغير ذلك مما أدخلوه عليهم، فهو داخل على من تخلف عن قبول الزيادة التي حفظها علي، وأبو حميد، ومن معهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (كثيرا) .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية