الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر استحباب تعجيل الصلاة في أوائل أوقاتها.

                                                                                                                                                                              993 - حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: نا أبو نعيم ، قال: نا عمرو بن عبد الله النخعي أبو معاوية ، قال: أخبرني أبو عمرو الشيباني ، قال: حدثني صاحب هذه الدار - يعني عبد الله بن مسعود - قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: "الصلاة على ميقاتها". قلت: ثم ماذا؟ قال: "بر الوالدين". قلت: ثم ماذا؟ قال: "أن يسلم الناس من لسانك". قال: ثم سكت، ولو استزدته لزادني.

                                                                                                                                                                              994 - حدثنا [علان] قال: نا عمرو بن الربيع بن طارق، قال: ثنا الليث ، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم، عن غنام، عن جدته أم أبيه الدنيا، عن أم فروة، جدة أبيه - وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الأعمال، فقال: "إن أحب الأعمال إلى الله [ ص: 50 ] تعجيل الصلاة في أول وقتها".

                                                                                                                                                                              وروينا عن طلق بن حبيب أنه قال: إن الرجل ليصلي الصلاة، وما فاتته، ولما فاته من وقتها خير من أهله وماله.

                                                                                                                                                                              وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن تعجيل صلاة المغرب أفضل من تأخيرها، وكذلك الظهر في غير حال شدة الحر تعجيلها أفضل.

                                                                                                                                                                              واختلفوا في سائر الصلوات، فقالت طائفة: تعجيل جميع الصلوات أفضل من تأخيرها، واحتج بعضهم بقوله: ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) ، وبقوله: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) . قال: فالمصلي لها في أوائل أوقاتها أولى بالمحافظة عليها ممن يعرضها بالتأخير بالنسيان، ولكثير مما يعرض من الأشغال التي تحول بين المرء وبين تأديتها، واحتج بعضهم بالحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أحب الأعمال إلى الله تعجيل الصلاة في أول وقتها". يعم الصلوات ولم يخصص. قال: ولما أجمعوا أن تعجيل صلاة المغرب أفضل، كان حكم سائر الصلوات حكم صلاة المغرب المجمع على أن تعجيلها أفضل.

                                                                                                                                                                              [ ص: 51 ] واحتج آخر بحديث المغيرة بن شعبة الذي فيه ذكر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن بن عوف . قال: فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم، ثم قال: "أحسنتم - أو أصبتم - "، يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها"، قال: أفلا تراه حسن لهم تعجيلهم الصلاة، وتركهم انتظاره حتى غبطهم به يرغبهم بذلك في تعجيل الصلاة في أول الوقت.

                                                                                                                                                                              995 - حدثنا خشنام بن إسماعيل، قال: نا يعقوب بن إبراهيم ، قال: نا هشيم ، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء ، عن الوليد [بن] عبد الرحمن [الجرشي] عن ابن عمر ، قال: إن الرجل ليصلي الصلاة ولما فاته من وقتها خير من أهله وماله ".

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية