الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              وجه ثامن مما يقال بعد التكبير.

                                                                                                                                                                              1270 - حدثنا [علان] بن المغيرة، قال: نا عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني، قال: نا حماد، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه، عن عبد الله بن [عمرو ] قال: جاء يعني: رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فدخل في الصلاة فقال: الحمد لله ملء السماوات وملء الأرض، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "أيكم المتكلم بالكلمات؟" قال رجل: أنا يا رسول الله، قال: "لقد رأيت الملائكة يتلقى بها بعضهم بعضا".

                                                                                                                                                                              وروينا في هذا الباب [أخبارا] عن بعض الصحابة، وبعض التابعين أنهم كانوا يدعون بعد افتتاح الصلاة بدعوات مختلفة من وجوه شتى، وقد ذكرتها في الكتاب الذي اختصرت منه هذا الكتاب.

                                                                                                                                                                              وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب، فكان سفيان الثوري ، وأحمد، وإسحاق ، وأصحاب الرأي، يقولون بالذي رويناه عن عمر، وابن مسعود . [ ص: 231 ]

                                                                                                                                                                              وكان الشافعي يقول بحديث عبيد الله بن أبي رافع عن علي، وكان أبو ثور يقول: أي ذلك قال يجزئه، مثل قوله: سبحانك اللهم وبحمدك، ومثل: وجهت وجهي، ومثل قوله: الله أكبر كبيرا. وما أشبه ذلك.

                                                                                                                                                                              فأما مالك بن أنس فإنه كان [لا] يرى أن يقال شيئا من ذلك، ولا يستعمل منها شيء، إنما يكبر (ويقول) : الحمد لله رب العالمين.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: والذي ذكرناه هو من الاختلاف المباح الذي من عمل (منه بشيء) أجزأه، ولو ترك ذلك كله، ما كانت عليه (إعادة) ، ولا سجود سهو، وأصح ذلك إسنادا حديث علي، فإن لم يقله فكالذي روي عن [عمر] ، وابن مسعود [ ص: 232 ] .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية