الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الانحراف في الأذان عند قول المؤذن: حي على الصلاة حي على الفلاح، والدليل على أن الانحراف

                                                                                                                                                                              إنما هو بوجهه لا ببدنه كله.

                                                                                                                                                                              1173 - حدثنا علي بن الحسن ، قال: نا عبد الله، عن سفيان، قال: نا عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه. وحدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه، قال: رأيت بلالا يؤذن [ ص: 159 ] ويدور، فأتبع فاه ههنا وههنا، وإصبعاه في أذنيه. قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء ".

                                                                                                                                                                              وقد اختلف أهل العلم في استدارة المؤذن في الأذان؛ فرخصت طائفة فيه، فممن رخص فيه الحسن البصري كان يقول: (إذا أراد أن يقول) : حي على الصلاة دار، وإذا أراد أن يقول: الله أكبر استقبل القبلة، وقال النخعي: إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح لوى عنقه يمينا وشمالا ولا يحرك قدميه، وقال سفيان الثوري : يثبت قدميه مكانهما إذا أذن ثم ينحرف عن يمينه وعن شماله بحي على الصلاة، حي على الفلاح، ثم يستقبل القبلة بالإقامة والتكبير، وكذلك قال النعمان وصاحباه.

                                                                                                                                                                              وقال الأوزاعي : يستقبل القبلة فإذا قال: حي على الصلاة استدار إن شاء عن يمينه فيقول: حي على الصلاة مرتين، ثم يستدير عن يساره كذلك، فإذا فرغ استقبل القبلة فقال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.

                                                                                                                                                                              وقال الشافعي : ويؤذن قائما يستقبل القبلة في أذانه كله، ويلوي رأسه [في] حي على الصلاة حي على الفلاح يمينا وشمالا، وبدنه مستقبل القبلة، وبه قال أبو ثور. [ ص: 160 ]

                                                                                                                                                                              وكرهت طائفة الاستدارة في الأذان، كره ابن سيرين أن يستدير في المنارة، وأنكر مالك استدارة المؤذن، وقال أحمد : لا يدور إلا أن يكون في منارة يريد أن يسمع الناس. وكذلك قال إسحاق.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية