الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر المؤذن يجيء وقد سبق بالأذان

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الرجل يؤذن ويقيم غيره، فقالت طائفة: يعيد الأذان ثم يقيم، وروينا عن أبي محذورة أنه جاء وقد أذن إنسان، فأذن هو وأقام ".

                                                                                                                                                                              1212 - حدثنا إسماعيل، قال: نا أبو بكر، قال: نا حفص بن غياث ، عن الشيباني ، عن عبد العزيز بن رفيع قال: رأيت أبا محذورة جاء وقد أذن إنسان، فأذن هو وأقام.

                                                                                                                                                                              وكان أحمد بن حنبل يقول: إذا جاء المؤذن وقد أذن غيره، يعيد الأذان ويقيم كما روي عن أبي محذورة، وكان إسحاق يقول: إذا أذن المؤذن ثم غاب أو اعتل فليس لأحد أن يقيم حتى يؤذن آخر أو يحضر المؤذن الأول فيقيم، واحتج بحديث الإفريقي، وهو الحديث الذي:

                                                                                                                                                                              1213 - حدثناه إبراهيم بن مرزوق قال: نا [ أبو] عبد الرحمن المقرئ ، قال: نا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، قال: نا زياد بن نعيم الحضرمي من أهل مصر ، قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي [ ص: 189 ] ، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم".

                                                                                                                                                                              وقال سفيان الثوري : كان يقال: من أذن فهو يقيم، وقال الشافعي : أحب أن يتولى الإقامة الذي أذن، وإن أقام غيره أجزأه إن شاء الله.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: لا بأس أن يؤذن الرجل ويقيم غيره، هذا قول مالك، وأصحاب الرأي، وأبي ثور.

                                                                                                                                                                              واختلف فيه عن الحسن البصري ، فروي عنه القولان جميعا.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: كل ذلك يجزيء، وحديث الإفريقي غير ثابت، وأحب إلينا أن يقيم من أذن [ ص: 190 ] .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية