الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر اختلاف أهل العلم فيما يقوله المأموم إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في قول المأموم إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده؛ فقالت طائفة: يقول: سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك [ ص: 321 ] الحمد. كذلك قال محمد بن سيرين ، وأبو بردة، وقال عطاء : يجمعهما مع الإمام أحب إلي. وبه قال الشافعي ، وإسحاق ، ويعقوب، ومحمد. وقالت طائفة: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فليقل من خلفه: [اللهم] ربنا لك الحمد. هذا قول عبد الله بن مسعود ، وابن عمر ، وأبي هريرة .

                                                                                                                                                                              1414 - حدثنا علي بن الحسن ، قال: نا عبد الله، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود قال: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فليقل من خلفه: اللهم ربنا لك الحمد.

                                                                                                                                                                              1415 - حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال: أخبرني نافع : أن ابن عمر كان يقول إذا كان مأموما فقال الإمام: سمع الله لمن حمده - قال ابن عمر : اللهم ربنا لك الحمد.

                                                                                                                                                                              1416 - وحدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن أيوب السختياني ، قال: سمعت عبد الرحمن بن هرمز الأعرج يقول: سمعت أبا هريرة يقول: إذا رفع الإمام رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده، فقل: ربنا لك الحمد. [ ص: 322 ]

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: سقط من كتابي (فقل) ، وبه قال الشعبي ، ومالك، وقال أحمد بن حنبل : إلى هذا انتهي أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا لك الحمد"، فالاقتصار على ما علم النبي صلى الله عليه وسلم المأموم أن يقوله أحب إلي، وينبغي أن يكون قول المأموم: ربنا لك الحمد، أوكد من التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد (عند) من يجعل أمر النبي صلى الله عليه وسلم على الفرض، ومما يزيد ما قلناه توكيدا قول الرجل وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربنا ولك الحمد لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمع الله لمن حمده.

                                                                                                                                                                              1417 - حدثنا محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا ابن وهب قال: أنا مالك بن أنس ، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد ؛ أن ابن شهاب أخبرهم قال: أخبرني أنس بن مالك ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد". [ ص: 323 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية