الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              [ذكر الخشوع في الصلاة]

                                                                                                                                                                              قال الله جل ذكره: ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) .

                                                                                                                                                                              وروينا عن ابن سيرين أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره إلى السماء فأمر بالخشوع، فرمى (بصره) نحو مسجده. وروينا عن علي بن أبي طالب ، أنه قال: الخشوع في القلب، وأن تلين كنفك للمرء، المسلم، وأن لا تلتفت في صلاتك. وعن ابن عباس أنه قال: ( خاشعون ) : خائفون ساكنون.

                                                                                                                                                                              1637 - حدثنا علان بن المغيرة، قال: نا عبد الله بن صالح ، قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ، قال: خائفون ساكنون. [ ص: 461 ]

                                                                                                                                                                              وقال قتادة : الخشوع في القلب، وهو الخوف، وغض البصر في الصلاة. وقال الأوزاعي - وسئل عن الخشوع في الصلاة - قال: غض البصر، وخفض الجناح، ولين القلب وهو الحزن، وقال مسلم بن يسار، والشافعي ، وإسحاق ، وأبو ثور، وأصحاب الرأي: ينظر إلى موضع سجوده.

                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: والنظر إلى موضع السجود أسلم وأحرى أن لا يلهو المصلي بالنظر إلى ما يشغله عن صلاته، وهذا قول عوام أهل العلم غير مالك، فإنه قال: أكره ما يصنع بعض الناس من النظر إلى موضع سجودهم وهم قيام في صلاتهم، وقال: ليس ذلك من أمر الناس وهو شيء أحدث وصنعة صنعها الناس، وذلك [عندي] مستنكر، ولا أرى بأسا لو مد بصره أمامه وصفح (بخده) قليلا ما لم يلتفت في صلاته.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر: وهذه غفلة منه، استحب ما كره أهل العلم، وكره ما استحبوه مما هو أسلم للمصلي، ولقد كان من تحفظ أهل العلم في صلاتهم وحفظهم لأبصارهم أن قال بعضهم: إن لم يستطع ذلك غمض [ ص: 462 ] عينيه. كان الحسن يقول: يضع بصره بحذاء المكان الذي يسجد فيه، فإن لم [يستطع] فليغمض عينيه، وقال ابن سيرين : كان يؤمر إذا كان يكثر الالتفات في الصلاة أن يغمض عينيه. وكره بعضهم [تغميض] العين في الصلاة، وممن كره ذلك مجاهد ، وأحمد وإسحاق ، وقال الأوزاعي : ليس ذلك من هدي الصلاة

                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية