( قس ) القاف والسين معظم بابه تتبع الشيء ، وقد يشذ عنه ما يقاربه في اللفظ .
قال علماؤنا : القس : تتبع الشيء وطلبه ، قالوا : وقولهم إن القس النميمة ، هو من هذا لأنه يتتبع الكلام ثم ينمه . ويقال للدليل الهادي : القسقاس ، وسمي بذلك لعلمه بالطريق وحسن طلبه واتباعه له . يقال قس يقس . وتقسست أصوات القوم بالليل ، إذا تتبعتها . وقولهم : قسست القوم : آذيتهم بالكلام القبيح ، كلام غير ملخص ، وإنما معناه ما ذكرناه من القس أي النميمة . ويقولون : قرب قسقاس ، وسير قسيس : دائب . وهو ذلك القياس ، لأنه يقس الأرض ويتتبعها .
ومما شذ عن الباب قولهم : [ ليلة ] قسقاسة : مظلمة ، وربما قالوا لليلة الباردة : قسية . وقساس : بلد تنسب إليه السيوف القساسية .
[ ص: 10 ] وذكر ناس عن الشيباني ، أن القسقاس : الجوع . وأنشدوا عنه :
أتانا به القسقاس ليلا ودونه جراثيم رمل بينهن نفانف
وإن صح هذا فهو شاذ ، وإن كان على القياس فإنما أراد به الشاعر القسقاس ، وما أدري ما الجوع هاهنا . وأما قولهم : درهم قسي ، أي رديء ، فقال قوم : هو إعراب قاس ، وهي فارسية . والثياب القسية يقال إنها ثياب يؤتى [ بها ] من
اليمن . ويقولون : قسقست بالكلب : صحت به .
( قَسَّ ) الْقَافُ وَالسِّينُ مُعْظَمُ بَابِهِ تَتَبُّعُ الشَّيْءِ ، وَقَدْ يَشِذُّ عَنْهُ مَا يُقَارِبُهُ فِي اللَّفْظِ .
قَالَ عُلَمَاؤُنَا : الْقَسُّ : تَتَبُّعُ الشَّيْءِ وَطَلَبُهُ ، قَالُوا : وَقَوْلُهُمْ إِنَّ الْقَسَّ النَّمِيمَةُ ، هُوَ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُ يَتَتَبَّعُ الْكَلَامَ ثُمَّ يَنُمُّهُ . وَيُقَالُ لِلدَّلِيلِ الْهَادِي : الْقَسْقَاسُ ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِعِلْمِهِ بِالطَّرِيقِ وَحُسْنِ طَلَبِهِ وَاتِّبَاعِهِ لَهُ . يُقَالُ قَسَّ يَقُسُّ . وَتَقَسَّسْتُ أَصْوَاتَ الْقَوْمِ بِاللَّيْلِ ، إِذَا تَتَبَّعْتُهَا . وَقَوْلُهُمْ : قَسَسْتُ الْقَوْمَ : آذَيْتُهُمْ بِالْكَلَامِ الْقَبِيحِ ، كَلَامٌ غَيْرُ مُلَخَّصٍ ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْقَسِّ أَيِ النَّمِيمَةِ . وَيَقُولُونَ : قُرْبٌ قَسْقَاسٌ ، وَسَيْرٌ قَسِيسٌ : دَائِبٌ . وَهُوَ ذَلِكَ الْقِيَاسُ ، لِأَنَّهُ يَقُسُّ الْأَرْضَ وَيَتَتَبَّعُهَا .
وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ قَوْلُهُمْ : [ لَيْلَةٌ ] قَسْقَاسَةٌ : مُظْلِمَةٌ ، وَرُبَّمَا قَالُوا لِلَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ : قَسِيَّةٌ . وَقُسَاسٌ : بَلَدٌ تُنْسَبُ إِلَيْهِ السُّيُوفُ القُسَاسِيَّةُ .
[ ص: 10 ] وَذَكَرَ نَاسٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، أَنَّ الْقَسْقَاسَ : الْجُوعُ . وَأَنْشَدُوا عَنْهُ :
أَتَانَا بِهِ الْقَسْقَاسُ لَيْلًا وَدُونَهُ جَرَاثِيمُ رَمْلٍ بَيْنَهُنَّ نَفَانِفُ
وَإِنْ صَحَّ هَذَا فَهُوَ شَاذٌّ ، وَإِنْ كَانَ عَلَى الْقِيَاسِ فَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الشَّاعِرُ الْقَسْقَاسَ ، وَمَا أَدْرِي مَا الْجُوعُ هَاهُنَا . وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : دِرْهَمٌ قَسِيٌّ ، أَيْ رَدِيءٌ ، فَقَالَ قَوْمٌ : هُوَ إِعْرَابُ قَاسٍّ ، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ . وَالثِّيَابُ الْقَسِّيَّةُ يُقَالُ إِنَّهَا ثِيَابٌ يُؤْتَى [ بِهَا ] مِنَ
الْيَمَنِ . وَيَقُولُونَ : قَسْقَسْتُ بِالْكَلْبِ : صِحْتُ بِهِ .