الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 43 ] ( قوم ) القاف والواو والميم أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على جماعة ناس ، وربما استعير في غيرهم . والآخر على انتصاب أو عزم .

                                                          فالأول : القوم ، يقولون : جمع امرئ ، ولا يكون ذلك إلا للرجال . قال الله تعالى : لا يسخر قوم من قوم [ الحجرات 11 ] ، ثم قال : ولا نساء من نساء . وقال زهير :


                                                          وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء

                                                          ويقولون : قوم وأقوام ، وأقاوم جمع جمع . وأما الاستعارة فقول القائل :

                                                          إذا أقبل الديك يدعو بعض أسرته     عند الصباح وهو قوم معازيل

                                                          فجمع وسماها قوما .

                                                          وأما الآخر فقولهم : قام قياما ، والقومة المرة الواحدة ، إذا انتصب . ويكون قام بمعنى العزيمة ، كما يقال : قام بهذا الأمر ، إذا اعتنقه . وهم يقولون في الأول : قيام حتم ، وفي الآخر : قيام عزم .

                                                          ومن الباب : قومت الشيء تقويما . وأصل القيمة الواو ، وأصله أنك تقيم هذا مكان ذاك .

                                                          وبلغنا أن أهل مكة يقولون : استقمت المتاع ، أي قومته . ومن الباب : هذا قوام الدين والحق ، أي به يقوم . وأما القوام فالطول الحسن . والقومية : القوام والقامة . قال :

                                                          [ ص: 44 ] أيام كنت حسن القوميه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية