الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نفس ) النون والفاء والسين أصل واحد يدل على خروج النسيم كيف كان ، من ريح أو غيرها ، وإليه يرجع فروعه . منه التنفس : خروج النسيم من الجوف . ونفس الله كربته ، وذلك أن في خروج النسيم روحا وراحة . والنفس : كل شيء يفرج به عن مكروب . وفي الحديث : " لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن " يعني أنها روح يتنفس به عن المكروبين . وجاء في ذكر الأنصار : " أجد نفس ربكم من قبل اليمن " ، يراد أن بالأنصار نفس عن الذين كانوا يؤذون من المؤمنين بمكة . ويقال للعين نفس . وأصابت فلانا نفس . والنفس : الدم ، وهو صحيح ، وذلك أنه إذا فقد الدم من بدن الإنسان فقد نفسه . والحائض تسمى النفساء لخروج دمها .

                                                          والنفاس : ولاد المرأة ، فإذا وضعت فهي نفساء . ويقال : ورثت هذا قبل أن ينفس فلان ، أي يولد . والولد منفوس . والنفاس أيضا : جمع نفساء . ويقال : كرع في الإناء نفسا أو نفسين . ويقال : للماء نفس ، وهذا على تسميته الشيء باسم غيره ، ولأن قوام النفس به . والنفس قوامها بالنفس . قال :

                                                          [ ص: 461 ]

                                                          تبيت الثلاث السود وهي مناخة على نفس من [ ماء ] ماوية العذب

                                                          ومن الاستعارة : تنفست القوس : انشقت . وشيء نفيس ، أي ذو نفس وخطر يتنافس به . والتنافس : أن يبرز كل واحد من المتبارزين قوة نفسه . وقولهم في الدباغ نفس ، هذا هو القياس ، أي يسير منه قدر ما يدبغ به الإهاب مرة ، شبهه في قلته بنفس يتنفس . وقياس الباب في هذا وفيما معناه واحد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية