الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قرف ) القاف والراء والفاء أصل صحيح يدل على مخالطة الشيء [ ص: 74 ] والالتباس به وادراعه . وأصل ذلك القرف ، وهو كل قشر . ومنه قرف الخبز ، وسمى قرفا وقرفا لأنه لباس ما عليه .

                                                          ومن الباب القرف : شيء يعمل من جلود يعمل فيه الخلع . والخلع : أن يؤخذ اللحم فيطبخ ويجعل فيه توابل ، ثم يفرغ في هذا الخلع . قال :


                                                          وذبيانية وصت بنيها بأن كذب القراطف والقروف

                                                          ومن الباب : اقترفت الشيء : اكتسبته ، وكأنه لابسه وادرعه . وكذلك قولهم : فلان يقرف بكذا ، أي يرمى به . ويقال للذي يتهم بالأمر : القرفة ، يقول الرجل إذا ضاع له شيء : فلان قرفتي ، أي الذي أتهمه ، كأنه قد ألبسه الظنة . و [ بنو ] فلان قرفتي ، أي الذي عندهم أظن طلبتي وبغيتي .

                                                          ويقولون : سل بني فلان عن ناقتك فإنهم قرفة ، أي تجد خبرها عندهم . وقياسه ما قد ذكرناه . والفرس المقرف : المداني الهجنة . يقولون : إن المقرف : الذي أبوه هجين وأمه عربية . قال الشاعر :


                                                          فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى     وإن يك إقراف فمن قبل الفحل

                                                          [ ص: 75 ] وقارف فلان الخطيئة : خالطها . وقارف امرأته : جامعها; لأن كل واحد منهما لباس صاحبه . والقرف : الوباء يكون بالبلد ، كأنه شيء يصير مرضا لأهله كاللباس . وفي الحديث أن قوما [ شكوا إليه ] وبأ أرضهم فقال : " تحولوا فإن من القرف التلف " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية