الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( نحل ) النون والحاء واللام كلمات ثلاث : الأولى تدل على دقة وهزال ، والأخرى على عطاء ، والثالثة على ادعاء .

                                                          [ ص: 403 ] فالأولى نحل جسمه نحولا فهو ناحل ، إذا دق ، وأنحله الهم . والنواحل : السيوف التي رقت ظباتها من كثرة الضرب بها .

                                                          والثانية : نحلته كذا ، أي أعطيته . والاسم النحل . قال أبو بكر : سمي الشيء المعطى النحلان . ويقولون : النحل : أن تعطي شيئا بلا استعواض . ونحلت المرأة مهرها نحلة ، أي عن طيب نفس من غير مطالبة . كذا قال المفسرون في قوله تعالى : وآتوا النساء صدقاتهن نحلة . والثالثة قولهم : انتحل كذا ، إذا تعاطاه وادعاه . وقال قوم : انتحله ، إذا ادعاه محقا ; وتنحله ، إذا ادعاه مبطلا . وليس هذا عندنا بشيء . ومعنى انتحل وتنحل عندنا سواء . والدليل على ذلك قول الأعشى :


                                                          فكيف أنا وانتحالي القوا ف بعد المشيب كفى ذاك عارا

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية