الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قرن ) القاف والراء والنون أصلان صحيحان ، أحدهما يدل على جمع شيء إلى شيء ، والآخر شيء ينتأ بقوة وشدة .

                                                          فالأول : قارنت بين الشيئين . والقران : الحبل يقرن به شيئان . والقرن : الحبل أيضا . قال جرير :


                                                          بلغ خليفتنا إن كنت لاقيه أني لدى الباب كالمشدود في قرن

                                                          والقرن : جعيبة صغيرة تضم إلى الجعبة الكبيرة . قال : فكلهم يمشي بقوس وقرن والقرن في الحاجبين ، إذا التقيا . وهو مقرون الحاجبين بين القرن . والقرن : قرنك في الشجاعة . والقرن : مثلك في السن . وقياسهما واحد ، وإنما فرق بينهما بالكسر والفتح لاختلاف الصفتين .

                                                          والقران : أن تقرن بين تمرتين تأكلهما . والقران : أن تقرن حجة بعمرة . والقرون من النوق : المقرنة القادمين والآخرين من أخلافها . والقرون : التي إذا جرت وضعت يديها ورجليها معا . وقولهم : فلان مقرن لكذا ، أي مطيق له . قال الله تعالى : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ; [ ص: 77 ] وهو القياس ، لأن معناه أنه يجوز أن يكون قرنا له . والقرينة : نفس الإنسان ، كأنهما قد تقارنا . ومن كلامهم : فلان إذا جاذبته قرينة بهرها ، أي إذا قرنت به الشديدة أطاقها . وقرينة الرجل : امرأته . ويقولون : سامحته قرينته وقرونته وقرونه ، أي نفسه . والقارن : الذي معه سيف ونبل .

                                                          والأصل الآخر : القرن للشاة وغيرها ، وهو ناتئ قوي ، وبه يسمى على معنى التشبيه الذوائب قرونا . ومن ذلك قول أبي سفيان في الروم : " ذات القرون " . كان الأصمعي يقول : أراد قرون شعورهم ، وكانوا يطولون ذلك يعرفون به . قال مرقش :


                                                              لات هنا وليتني طرف الز
                                                          ج وأهلي بالشام ذات القرون

                                                          ومن هذا الباب : القرن : عفلة الشاة تخرج من ثفرها . والقرن : جبيل صغير منفرد . ويقولون : قد أقرن رمحه ، إذا رفعه . ومما شذ عن هذين البابين : القرن : الأمة من الناس ، والجمع قرون . قال الله سبحانه : وقرونا بين ذلك كثيرا . والقرن : الدفعة من العرق ، والجمع قرون . قال زهير :


                                                          نعودها الطراد فكل يوم     يسن على سنابكها قرون

                                                          ومن النبات : القرنوة ، والجلد المقرنى : المدبوغ بها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية