الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 383 ] ( نبل ) النون والباء واللام أصل صحيح يدل على فضل وكبر ، ثم يستعار منه الحذق في العمل ، فيقال للفضل في الإنسان نبل . والنبل : عظام المدر والحجارة . ويقال : نبل ونبل . وفي الحديث : " أعدوا النبل " . ويقولون : إن النبل هاهنا الصغار ، وإنها من الأضداد ، ونبلني أحجارا للاستنجاء : أعطنيها . ونبلني عرقا : أعطنيه . وحجة أنها الصغار قول القائل :


                                                          أفرح أن أرزأ الكرام وأن أورث ذودا شصائصا نبلا

                                                          وإذا كانت من الأضداد كان الوجه الأقل خارجا عن القياس . والمعنى في الحذق قولهم إن النابل : الحاذق بالأمر ، والفعل النبالة . وفلان أنبل الناس بالإبل ، أي أعلمهم بما يصلحها . قال :


                                                          تدلى عليها بالحبال موثقا     شديد الوصاة نابل وابن نابل

                                                          وفي الباب قياس آخر يدل على رمي الشيء ونبذه وخفة أمره . منه النبل : السهام العربية . والنابل : صاحب النبل ، والنبال : الذي يعمله . ونبلته : رميته بالنبل . ومن هذا القياس : تنبل البعير : مات : والنبيلة : الجيفة ، وسميت بها لأنها ترمى .

                                                          ومن القياس الذي يقارب هذا : نبل الإبل ينبلها : ساقها سوقا شديدا . قال :

                                                          [ ص: 384 ]

                                                          لا تأويا للعيس وانبلاها

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية