الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 146 ] ( كور ) الكاف والواو والراء أصل صحيح يدل على دور وتجمع . من ذلك الكور : الدور . يقال كار يكور ، إذا دار . وكور العمامة : دورها . والكورة : الصقع ، لأنه يدور على ما فيه من قرى . ويقال طعنه فكوره ، إذا ألقاه مجتمعا . ومنه قوله تعالى : إذا الشمس كورت كأنها جمعت جمعا ، والكور : الرحل; لأنه يدور بغارب البعير; والجمع أكوار . فأما قولهم : " الحور بعد الكور " ، فالصحيح عندهم : " الحور بعد الكون " ، ومعناه حار ، أي رجع ونقص بعدما كان . ومن قال بالراء فليس يبعد ، أي كان أمره متجمعا ، ثم حار ونقص . وقوله تعالى : يكور الليل على النهار أي يدير هذا على ذاك ، ويدير ذاك على هذا . كما جاء في التفسير : زيد في هذا من ذلك ، وفي ذاك [ من هذا ] . والكور : قطعة من الإبل كأنها خمسون ومائة . وليس قياسه بعيدا ، لأنها إذا اجتمعت استدارت في مبركها . وكوارة النحل معروفة .

                                                          ومما يشذ عن هذا الباب قولهم : اكتار الفرس ، إذا رفع ذنبه في حضره .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية