الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ملح ) الميم واللام والحاء أصل صحيح له فروع تتقارب في المعنى وإن كان في ظاهرها بعض التفاوت .

                                                          فالأصل البياض ، منه الملح المعروف ، وسمي لبياضه . قال :


                                                          أحفزها عني بذي رونق أبيض مثل الملح قطاع

                                                          ويقال ماء ملح ، وقد قالوا مالح ، ذكره ابن الأعرابي واحتج بقوله :


                                                          صبحن قوا والحمام واقع     وماء قو مالح وناقع

                                                          وملح الماء . وسمك مملوح ومليح . وأملحنا : أصبنا ماء مالحا . وأملح الماء أيضا . قال نصيب :

                                                          [ ص: 348 ]

                                                          وقد عاد عذب الماء ملحا فزادني     على مرضي أن أملح المشرب العذب

                                                          وملحت القدر : ألقيت ملحها بقدر . وأملحتها : أفسدتها بالملح . ويقال ملحت الناقة تمليحا ، إذا لم تلقح فعولجت داخلتها بشيء مالح . وملح الشيء ملاحة وملحا . والممالحة : المواكلة . ثم يستعار الملح فيسمى الرضاع ملحا . وقالت هوازن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لو كنا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر لحفظ ذلك فينا " ، أرادوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مسترضعا فيهم .

                                                          ويستعيرون ذلك للشحم يسمونه الملح . يقال أملحت القدر : جعلت فيها شيئا من شحم . وعليه فسر قوله :


                                                          لا تلمها إنها من نسوة     ملحها موضوعة فوق الركب

                                                          همها السمن والشحم . والملحة في الألوان : بياض ، وربما خالطه سواد . ويقال كبش أملح . ويقال لبعض شهور الشتاء ملحان ، لبياض ثلجه . والملحاء : كتيبة كانت لآل المنذر .

                                                          والملاح : صاحب السفينة ، قياسه عندنا هذا ، لأن ماء البحر ملح ، وقال ناس : اشتقاقه من الملح : سرعة خفقان الطير بجناحيه . قال : [ ص: 349 ]

                                                          ملح الصقور تحت دجن مغين

                                                          ومما شذ عن الباب : الملاح من نبات الحمض ، إلا أن يكون في طعمه ملوحة . والملحاء : ما انحدر عن الكاهل والصلب . والملح : ورم في عرقوب الفرس .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية