الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لب ) اللام والباء . أصل صحيح يدل على لزوم وثبات ، وعلى خلوص وجودة .

                                                          فالأول ألب بالمكان ، إذا أقام به ، يلب إلبابا . ورجل لب بهذا الأمر ، إذا لازمه وحكى الفراء : امرأة لبة : محبة لزوجها ، ومعناه أنها ثابتة على وده أبدا . ومن الباب التلبية ، وهو قوله : لبيك . قالوا : معناه أنا مقيم على طاعتك . ونصب على المصدر ، وثني على معنى إجابة بعد إجابة . واللبيب : الملبي . قال الشاعر :


                                                          فقلت لها فيئي إليك فإنني حرام وإني بعد ذاك لبيب

                                                          أي محرم ملب ، ومن الباب لبلب من الشيء : أشفق ، فهو ملبلب . وقال :

                                                          منا الملبلب والمشبل

                                                          ويكون ذلك من الثبات على الود .

                                                          [ ص: 200 ] والمعنى الآخر اللب معروف ، من كل شيء ، وهو خالصه وما ينتقى منه ، ولذلك سمي العقل لبا . ورجل لبيب ، أي عاقل . وقد لب يلب . وخالص كل شيء لبابه .

                                                          ومن الباب اللبة ، وهو موضع القلادة من الصدر ، وذلك المكان خالص . وكذلك اللبب . يقال : لببت الرجل : ضربت لبته . ويقولون للمتحزم : متلبب ، كأنه شد ثوبه إلى لبته مشمرا . ولبب الفرس معروف . وعلى معنى التشبيه اللبب من الرمل : ما كان قريبا من جبل متصلا بسهل . قال :


                                                          براقة الجيد واللبات واضحة     كأنها ظبية أفضى بها لبب

                                                          ومما شذ عن هذا قولهم : إن اللباب : الكلأ . واللبلاب : نبت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية