الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قس ) القاف والسين معظم بابه تتبع الشيء ، وقد يشذ عنه ما يقاربه في اللفظ .

                                                          قال علماؤنا : القس : تتبع الشيء وطلبه ، قالوا : وقولهم إن القس النميمة ، هو من هذا لأنه يتتبع الكلام ثم ينمه . ويقال للدليل الهادي : القسقاس ، وسمي بذلك لعلمه بالطريق وحسن طلبه واتباعه له . يقال قس يقس . وتقسست أصوات القوم بالليل ، إذا تتبعتها . وقولهم : قسست القوم : آذيتهم بالكلام القبيح ، كلام غير ملخص ، وإنما معناه ما ذكرناه من القس أي النميمة . ويقولون : قرب قسقاس ، وسير قسيس : دائب . وهو ذلك القياس ، لأنه يقس الأرض ويتتبعها .

                                                          ومما شذ عن الباب قولهم : [ ليلة ] قسقاسة : مظلمة ، وربما قالوا لليلة الباردة : قسية . وقساس : بلد تنسب إليه السيوف القساسية . [ ص: 10 ] وذكر ناس عن الشيباني ، أن القسقاس : الجوع . وأنشدوا عنه :


                                                          أتانا به القسقاس ليلا ودونه جراثيم رمل بينهن نفانف



                                                          وإن صح هذا فهو شاذ ، وإن كان على القياس فإنما أراد به الشاعر القسقاس ، وما أدري ما الجوع هاهنا . وأما قولهم : درهم قسي ، أي رديء ، فقال قوم : هو إعراب قاس ، وهي فارسية . والثياب القسية يقال إنها ثياب يؤتى [ بها ] من اليمن . ويقولون : قسقست بالكلب : صحت به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية