الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قوس ) القاف والواو والسين أصل واحد يدل على تقدير شيء بشيء ، ثم يصرف فتقلب واوه ياء ، والمعنى في جميعه واحد . فالقوس : الذراع ، وسميت بذلك لأنه يقدر بها المذروع . [ وبها سميت القوس ] التي يرمى عنها . قال الله تعالى : فكان قاب قوسين أو أدنى . قال أهل التفسير : أراد : ذراعين . والأقوس : المنحني الظهر . وقد قوس الشيخ ، أي انحنى كأنه قوس . قال امرؤ القيس :


                                                          أراهن لا يحببن من قل ماله ولا من رأين الشيب منه وقوسا

                                                          وتقلب الواو لبعض العلل ياء فيقال : بيني وبينه قيس رمح ، أي قدره . ومنه القياس ، وهو تقدير الشيء بالشيء ، والمقدار مقياس . تقول : قايست الأمرين مقايسة وقياسا . قال :


                                                          يخزى الوشيظ إذا قال الصريح لهم     عدوا الحصى ثم قيسوا بالمقاييس

                                                          وجمع القوس قسي ، وأقواس ، [ وقياس ] . قال : [ ص: 41 ] ووتر الأساور القياسا وحكى بعضهم أن القوس : السبق ، وأن أصل القياس منه; يقال : قاس بنو فلان بني فلان ، إذا سبقوهم ، وأنشد :


                                                              لعمري لقد قاس الجميع أبوكم
                                                          فهلا تقيسون الذي كان قائسا

                                                          وأصل ذلك كله الواو ، وقد ذكرناه .

                                                          ومما شذ عن هذا الباب القوس : ما يبقى في الجلة من التمر . والقوس : نجم . والمقوس : المكان تجرى منه الخيل ، يمد في صدورها بذلك الحبل لتتساوى ، ثم ترسل . فأما القوس فصومعة الراهب ، وما أراها عربية ، وقد جاءت في الشعر . قال :


                                                          . . . . . . . . . . . . كأنها     عصا قس قوس لينها واعتدالها

                                                          وقال جرير :


                                                          . . . . . . . . . ولو وقفت     لاستفتنتني وذا المسحين في القوس

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية