الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( كفر ) الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد ، وهو الستر والتغطية . يقال لمن غطى درعه بثوب : قد كفر درعه . والمكفر : الرجل المتغطي بسلاحه . فأما قوله :


                                                          حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

                                                          فيقال : إن الكافر : مغيب الشمس . ويقال : بل الكافر : البحر . وكذلك فسر قول الآخر :


                                                          فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما     ألقت ذكاء يمينها في كافر

                                                          والنهر العظيم كافر ، تشبيه بالبحر . ويقال للزارع كافر ، لأنه يغطي الحب بتراب الأرض . قال الله تعالى : أعجب الكفار نباته . ورماد مكفور : سفت الريح التراب عليه حتى غطته . قال :

                                                          قد درست غير رماد مكفور

                                                          والكفر : ضد الإيمان ، سمي لأنه تغطية الحق . وكذلك كفران النعمة : جحودها وسترها . والكافور : كم العنب قبل أن ينور . وسمي كافورا لأنه كفر الوليع ، أي غطاه . قال : [ ص: 192 ]

                                                          كالكرم إذ نادى من الكافور

                                                          ويقال له الكفرى . فأما الكفرات والكفر فالثنايا من الجبال ، ولعلها سميت كفرات ، لأنها متطامنة ، كأن الجبال الشوامخ قد سترتها . قال :

                                                          تطلع رياه من الكفرات

                                                          والكفر من الأرض : ما بعد من الناس ، لا يكاد ينزله ولا يمر به أحد . ومن حل به فهم أهل الكفور . ويقال : بل الكفور : القرى . جاء في الحديث " لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية