الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ندي ) النون والدال والحرف المعتل يدل على تجمع ، وقد يدل على بلل في الشيء .

                                                          [ ص: 412 ] فالأول النادي والندي : المجلس يندو القوم حواليه ; وإذا تفرقوا فليس بندي . ومنه دار الندوة بمكة ، لأنهم كانوا يندون فيها ، أي يجتمعون وناديته : جالسته في الندي . قال :


                                                          فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها أو القمر الساري لألقى المقالدا

                                                          وندوة الإبل : أن تندو من المشرب إلى المرعى القريب منه ثم تعود إلى الماء من يومها أو غدها . وكذلك تندو من الحمض إلى الخلة . وأندى إبله ، من هذا .

                                                          والأصل الآخر الندى من البلل ، معروف . يقال ندى وأنداء ، وجاء أندية ، وهي شاذة . وربما عبروا عن الشحم بالندى . وهو أندى من فلان ، أي أكثر خيرا منه . وما نديت كفي لفلان بشيء يكرهه . قال النابغة :


                                                          ما إن نديت بشيء أنت تكرهه     إذن فلا رفعت سوطي إلي يدي

                                                          وهو يتندى على أصحابه ، أي يتسخى .

                                                          ومن الباب ندى الصوت : بعد مذهبه . وهو أندى صوتا منه ، أي أبعد . قال :


                                                          فقلت ادعي وأدع فإن أندى     لصوت أن ينادي داعيان

                                                          [ ص: 413 ] إذا همز تغير إلى شيء يدل على طرائق وآثار . والندأة : طريقة من الشحم مخالفة للون اللحم . والندأة : قوس قزح ، والحمرة التي تكون في الغيم نحو الشفق . وندأت اللحم في الملة : دفنته حتى ينضج . قال أبو بكر : وهو الندئ مثل الطبيخ .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية