الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قفي ) القاف والفاء والحرف المعتل أصل صحيح يدل على إتباع شيء لشيء . من ذلك القفو ، يقال قفوت أثره . وقفيت فلانا بفلان ، إذا أتبعته إياه . وسميت قافية البيت قافية لأنها تقفو سائر الكلام ، أي تتلوه وتتبعه . والقفا : مؤخر الرأس والعنق ، كأنه شيء يقفو الوجه . والقافية : القفا . وفي الحديث : " يقعد الشيطان على قافية رأس أحدهم " .

                                                          قال ابن دريد : يقال فلان قفوتي : أي تهمتي ، وقفوتي ، أي خيرتي .

                                                          [ ص: 113 ] قال : فكأنه من الأضداد . وهذا الذي قاله فإن المعنى فيه إذا اتهمه : قفاه أي تبعه يطلب سيئة عنده ، وإذا كان خيرته قفاه أيضا أي تبعه يرجو خيره . وليس ذلك عندنا من طريقة الأضداد في شيء . والقفي والقفاوة : ما يدخر من لبن أو غيره لمن يراد تكرمته به . وهو من القياس ، كأنه يراد [ و ] يتبع به إذا أهدي له . قال سلامة :


                                                          ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل يسقى دواء قفي السكن مربوب

                                                          وقولهم : قفوت الرجل ، إذا قذفته بفجور هو من هذا ، كأنه أتبعه كلاما قبيحا . وفي الحديث : " لا نقفو أمنا " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية