باب الميم والهاء وما يثلثهما
[ ص: 279 ] ( مهي ) الميم والهاء والحرف المعتل أصل صحيح يدل على إمهال وإرخاء وسهولة في الشيء . منه أمهيت الحبل : أرخيته ، وناس يروون بيت طرفة :
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول الممهى وثنياه باليد
وأمهيت الفرس إمهاء : أرخيت من عنانه . وكل شيء جرى بسهولة فهو مهو . ولبن مهو : رقيق . وناقة ممهاء : رقيقة اللبن . ونطفة مهوة : رقيقة . وسيف مهو : رقيق الحد ، كأنه يمر في الضريبة مر الماء . قال :
وصارم أخلصت خشيبته أبيض مهو في متنه ربد
ومن الباب أمهيت الحديدة : سقيتها . يريد به رقة الماء ، والمها : جمع المهاة ، وهي البلورة ; سميت بذلك لصفائها كأنها ماء . قال
الأعشى :
وتبسم عن مها شبم غري إذا يعطى المقبل يستزيد
والجمع مهوات ومهيات . أما البقرة فتسمى مهاة ، وأظنها تشبيها بالبلورة .
[ ص: 280 ] ومما شذ عن الباب شيء ذكره
الخليل ، أن المهاء ممدود : عيب وأود يكون في القدح ويحتمل أنه من الباب أيضا ; فإن ذلك يقرب من الإرخاء ونحوه . والثغر إذا ابيض وكثر ماؤه مها . قال
الأعشى :
ومها ترف غروبه يشفي المتيم ذا الحراره
وفي الحديث : "
جسد رجل ممهى " أي مصفى ، يشبه المها البلور . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لعتبة بن أبي سفيان ، وكان قد أثنى عليه وأحسن :
" أمهيت أبا الوليد " ، أي بالغت في الثناء واستقصيت . ويقال : أمهى الحافر وأماه ، أي حفر وأنبط .
ولعل هذا من باب القلب ، وكذلك أخواتها من الباب وربما سميت النجوم مها تشبيها .
بَابُ الْمِيمِ وَالْهَاءِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا
[ ص: 279 ] ( مَهِيَ ) الْمِيمُ وَالْهَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِمْهَالٍ وَإِرْخَاءٍ وَسُهُولَةٍ فِي الشَّيْءِ . مِنْهُ أَمْهَيْتُ الْحَبْلَ : أَرْخَيْتُهُ ، وَنَاسٌ يَرْوُونَ بَيْتَ طَرَفَةَ :
لَعَمْرُكَ إِنَّ الْمَوْتَ مَا أَخْطَأَ الْفَتَى لَكَالطِّوَلِ الْمُمْهَى وَثِنْيَاهُ بِالْيَدِ
وَأَمْهَيْتُ الْفَرَسَ إِمْهَاءً : أَرْخَيْتُ مِنْ عِنَانِهِ . وَكُلُّ شَيْءٍ جَرَى بِسُهُولَةٍ فَهُوَ مَهْوٌ . وَلَبَنٌ مَهْوٌ : رَقِيقٌ . وَنَاقَةٌ مِمْهَاءٌ : رَقِيقَةُ اللَّبَنِ . وَنُطْفَةٌ مَهْوَةٌ : رَقِيقَةٌ . وَسَيْفٌ مَهْوٌ : رَقِيقُ الْحَدِّ ، كَأَنَّهُ يَمُرُّ فِي الضَّرِيبَةِ مَرَّ الْمَاءِ . قَالَ :
وَصَارِمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُهُ أَبْيَضُ مَهْوٌ فِي مَتْنِهِ رُبَدُ
وَمِنَ الْبَابِ أَمْهَيْتُ الْحَدِيدَةَ : سَقَيْتُهَا . يُرِيدُ بِهِ رِقَّةَ الْمَاءِ ، وَالْمَهَا : جَمْعُ الْمَهَاةِ ، وَهِيَ الْبِلَّوْرَةُ ; سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِصَفَائِهَا كَأَنَّهَا مَاءٌ . قَالَ
الْأَعْشَى :
وَتَبْسِمُ عَنْ مَهَا شَبِمٍ غَرِيٍّ إِذَا يُعْطَى الْمُقَبِّلَ يَسْتَزِيدُ
وَالْجَمْعُ مَهَوَاتٌ وَمَهَيَاتٌ . أَمَّا الْبَقَرَةُ فَتُسَمَّى مَهَاةً ، وَأَظُنُّهَا تَشْبِيهًا بِالْبِلَّوْرَةِ .
[ ص: 280 ] وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ شَيْءٌ ذَكَرَهُ
الْخَلِيلُ ، أَنَّ الْمَهَاءَ مَمْدُودٌ : عَيْبٌ وَأَوَدٌ يَكُونُ فِي الْقِدْحِ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ مِنَ الْبَابِ أَيْضًا ; فَإِنَّ ذَلِكَ يُقَرِّبُ مِنَ الْإِرْخَاءِ وَنَحْوِهِ . وَالثَّغْرُ إِذَا ابْيَضَّ وَكَثُرَ مَاؤُهُ مَهًا . قَالَ
الْأَعْشَى :
وَمَهًا تَرِفُّ غُرُوبُهُ يَشْفِي الْمُتَيَّمَ ذَا الْحَرَارَهْ
وَفِي الْحَدِيثِ : "
جَسَدَ رَجُلٍ مُمَهًّى " أَيْ مُصَفًّى ، يُشْبِهُ الْمَهَا الْبِلَّوْرَ . وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَكَانَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ وَأَحْسَنَ :
" أَمْهَيْتَ أَبَا الْوَلِيدِ " ، أَيْ بَالَغْتَ فِي الثَّنَاءِ وَاسْتَقْصَيْتَ . وَيُقَالُ : أَمْهَى الْحَافِرُ وَأَمَاهَ ، أَيْ حَفَرَ وَأَنْبَطَ .
وَلَعَلَّ هَذَا مِنْ بَابِ الْقَلْبِ ، وَكَذَلِكَ أَخَوَاتُهَا مِنَ الْبَابِ وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ النُّجُومُ مَهًا تَشْبِيهًا .