باب النون والكاف وما يثلثهما
( نكل ) النون والكاف واللام أصل صحيح يدل على منع وامتناع ، وإليه يرجع فروعه . ونكل عنه نكولا ينكل . وأصل ذلك النكل : القيد ، وجمعه أنكال ، لأنه ينكل : أي يمنع . والنكل : حديدة اللجام . وهو ناكل عن الأمور : ضعيف عنها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : رماه [ الله بنكله وبنكلة ، أي رماه بما ] ينكله .
ومن الباب نكلت به تنكيلا ، ونكلت به نكالا ، وهو ذلك القياس ، ومعناه أنه فعل به ما يمنعه من المعاودة ويمنع غيره من إتيان مثل صنيعه . وهذا أجود الوجهين . ويقال : المنكل : الشيء الذي ينكل بالإنسان . قال :
وارم على أقفائهم بمنكل
[ ص: 474 ] فأما الحديث : "
إن الله تعالى يحب النكل على النكل " فإن تفسيره في الحديث أنه الرجل القوي المجرب ، على الفرس القوي المجرب . وهذا للتفسير الذي جاء فيه ، وليس هو من الأصل الذي ذكرناه .
بَابُ النُّونِ وَالْكَافِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا
( نَكَّلَ ) النُّونُ وَالْكَافُ وَاللَّامُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَنْعٍ وَامْتِنَاعٍ ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ فُرُوعُهُ . وَنَكَلَ عَنْهُ نُكُولًا يَنْكِلُ . وَأَصْلُ ذَلِكَ النِّكْلُ : الْقَيْدُ ، وَجَمْعُهُ أَنْكَالٌ ، لِأَنَّهُ يَنْكُلُ : أَيْ يَمْنَعُ . وَالنِّكْلُ : حَدِيدَةُ اللِّجَامِ . وَهُوَ نَاكِلٌ عَنِ الْأُمُورِ : ضَعِيفٌ عَنْهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنُ دُرَيْدٍ : رَمَاهُ [ اللَّهُ بِنُكْلِهِ وَبِنُكْلَةٍ ، أَيْ رَمَاهُ بِمَا ] يُنَكِّلُهُ .
وَمِنَ الْبَابِ نَكَّلْتُ بِهِ تَنْكِيلًا ، وَنَكَّلْتُ بِهِ نَكَالًا ، وَهُوَ ذَلِكَ الْقِيَاسُ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ فَعَلَ بِهِ مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الْمُعَاوَدَةِ وَيَمْنَعُ غَيْرَهُ مِنْ إِتْيَانِ مِثْلِ صَنِيعِهِ . وَهَذَا أَجْوَدُ الْوَجْهَيْنِ . وَيُقَالُ : الْمَنْكَلُ : الشَّيْءُ الَّذِي يُنَكِّلُ بِالْإِنْسَانِ . قَالَ :
وَارْمِ عَلَى أَقْفَائِهِمْ بِمَنْكَلِ
[ ص: 474 ] فَأَمَّا الْحَدِيثُ : "
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ النَّكَلَ عَلَى النَّكَلِ " فَإِنَّ تَفْسِيرَهُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ الرَّجُلُ الْقَوِيُّ الْمُجَرَّبُ ، عَلَى الْفَرَسِ الْقَوِيِّ الْمُجَرَّبِ . وَهَذَا لِلتَّفْسِيرِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ ، وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْأَصْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ .