باب الميم والخاء وما يثلثهما
( مخر ) الميم والخاء والراء أصل يدل على شق وفتح . يقال مخرت السفينة الماء مخرا : شقته . قال الراجز في نساء يختصمن ويستعن بأيديهن ، كما يفعل السابح :
مقدمات أيدي المواخر
ويقال : مخرت الأرض ، إذا أرسلت فيها الماء . ويقال استمخرت الريح ، إذا استقبلتها بأنفك . وقياسه صحيح ، كأنك تشق الريح بأنفك . وقولهم : امتخرت القوم ، إذا انتقيت خيارهم ، كأنه شق الناس إليه حتى انتخبه . قال :
من نخبة الناس التي كان امتخر
ومما شذ عن هذا الباب اليمخور : الرجل الطويل . فأما بنات مخر فهي
[ ص: 304 ] سحاب تنشأ في الصيف ، وليس من الباب ، لأنه من الإبدال والأصل الباء " بخر " ، وقد مر .
بَابُ الْمِيمِ وَالْخَاءِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا
( مَخَرَ ) الْمِيمُ وَالْخَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى شَقٍّ وَفَتْحٍ . يُقَالُ مَخَرَتِ السَّفِينَةُ الْمَاءَ مَخْرًا : شَقَّتْهُ . قَالَ الرَّاجِزُ فِي نِسَاءٍ يَخْتَصِمْنَ وَيَسْتَعِنَّ بِأَيْدِيهِنَّ ، كَمَا يَفْعَلُ السَّابِحُ :
مُقَدِّمَاتٌ أَيْدِيَ الْمَوَاخِرِ
وَيُقَالُ : مَخَرْتُ الْأَرْضَ ، إِذَا أَرْسَلْتَ فِيهَا الْمَاءَ . وَيُقَالُ اسْتَمْخَرْتُ الرِّيحَ ، إِذَا اسْتَقْبَلْتَهَا بِأَنْفِكَ . وَقِيَاسُهُ صَحِيحٌ ، كَأَنَّكَ تَشُقُّ الرِّيحَ بِأَنْفِكَ . وَقَوْلُهُمْ : امْتَخَرْتُ الْقَوْمَ ، إِذَا انْتَقَيْتَ خِيَارَهُمْ ، كَأَنَّهُ شَقَّ النَّاسَ إِلَيْهِ حَتَّى انْتَخَبَهُ . قَالَ :
مِنْ نُخْبَةِ النَّاسِ الَّتِي كَانَ امْتَخَرْ
وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ الْيَمْخُورُ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ . فَأَمَّا بَنَاتُ مَخْرٍ فَهِيَ
[ ص: 304 ] سَحَابٌ تَنْشَأُ فِي الصَّيْفِ ، وَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ ، لِأَنَّهُ مِنَ الْإِبْدَالِ وَالْأَصْلُ الْبَاءُ " بَخْرٌ " ، وَقَدْ مَرَّ .