الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7655 ] وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الدجال في خفقة من الدين، وإدبار من العلم، وله أربعين ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، وسائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه، عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربكم. وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب: بين عينيه كافر. يهجاه - يقرؤه - كل مؤمن كاتب وغير كاتب، يرد كل ماء [ ص: 138 ] ومنهل إلا المدينة ومكة، حرمها الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز وخضرة يسير بها في الناس، قال: والناس في جهد إلا من اتبعه، ومعه نهران، أنا أعلم بهما منه: نهر يقول الجنة، ونهر يقول: النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهي النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهي الجنة، قال: فيبعث معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة لا يخلص منها إلا الله، يأمر السماء فتمطر، فيقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس، فيقول للناس: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب؟ قال: فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيحاصرهم، فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا، ثم ينزل عيسى ابن مريم - عليه السلام - فينادي من السحر: يا أيها الناس، ما يمنعكم أن تخرجوا إلي، الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني فينطلقون فإذا هم بعيسى ابن مريم - عليه السلام - فتقام الصلاة فيقال له: تقدم يا روح الله، فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب انماث كما ينماث الملح في الماء، قال: فيمشي إليه فيقتله، ويطبع على من كان معه على اليهودية حتى إن الشجر والحجر يواري كلها بعضهم فينادي: يا روح الله هذا يهودي. فلا يترك أحدا ممن كان معه إلا قتله ".

                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى الموصلي وأحمد بن حنبل والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية