الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7386 / 1 ] وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "أتى عمرو بن العاص رجلان يختصمان في دم عمار وسلبه، قال عمرو: خليا عنه واتركاه؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أولعت قريش بعمار، قاتل عمار وسالبه في النار ".

                                                                                                                                                                    رواه مسدد .

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 2 ] وأبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: "إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفين، بينه وبين عمرو بن العاص، إذ قال عبد الله بن عمرو : يا أبه، ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية ".

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 3 ] وفي رواية له صحيحة عن حنظلة بن خويلد قال: "إني لجالس عند معاوية، إذ دخل رجلان يختصمان في رأس عمار، وكل واحد منهما يقول: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب أحدكما به نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية. قال معاوية: ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو، فما له معنا؟! قال: إني معكم ولست أقاتل، إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه. فأنا معكم ولست أقاتل ".

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 4 ] وفي رواية له عن رجل، عن عبد الله بن عمرو قال: "أما إني لم أطعن برمح، ولم أضرب بسيف، ولم أرم بسهم. قال: فقيل له، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: أطع أباك. فأطعته ". [ ص: 16 ]

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 5 ] ورواه أبو يعلى الموصلي ولفظه: عن أبي غادية الجهني، قال: "حملت على عمار بن ياسر يوم صفين، فألقيته عن فرسه وسبقني إليه رجل من أهل الشام فاجتز رأسه، فاختصمنا إلى معاوية في الرأس، ووضعناه بين يديه، كلانا يدعي قتله، وكلانا يطلب الجائزة على رأسه، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عبد الله بن عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية، بشر قاتل عمار بالنار. فتركته من يدي، فقلت: لم أقتله، وتركه صاحبي من يده، فقال: لم أقتله، فلما رأى ذلك معاوية، أقبل على عبد الله بن عمرو فقال: ما يدعوك إلى هذا؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولا، فأحببت أن أقوله ".

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 6 ] وفي رواية له عن عبد الرحمن بن زياد - ضعيف - عن عبد الله بن عمرو قال: "لما كان يوم صفين وانصرفوا، قال عبد الله بن عمرو : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية. قال عمرو بن العاص لمعاوية : ألم تسمع إلى ابن أخيك ما يقول؟! زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية. قال: أعيذك بالله من الشك، أفي الشك أنت؟ أنحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به ".

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 7 ] وفي رواية له ولأحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: "رجعت مع معاوية من صفين فكان معاوية وأبو الأعور السلمي يسيرون في جانب، وعمرو وابنه يسيرون في جانب، فكنت بينهم ليس أحد غيري، فكنت أحيانا أوضع إلى هؤلاء وأحيانا أوضع إلى هؤلاء، فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه: يا أبه، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار حين كان يبني المسجد: إنك لحريص على الأجر؟ قال: أجل. قال: إنك من أهل الجنة، ولتقتلنك الفئة الباغية؟ قال: بلى قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: فالتفت إلى معاوية، فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع ما يقول هذا؟ قال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يبني المسجد: ويحك إنك لحريص على الأجر، ولتقتلنك الفئة الباغية؟ قلت: بلى قد سمعته. قال: فلم قتلتموه؟! قال: [ ص: 17 ]

                                                                                                                                                                    ويحك ما تزال تدحض في بولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله من جاء به "
                                                                                                                                                                    لفظ أبي يعلى .

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 8 ] وفي رواية لأحمد بن حنبل عن رجل من أهل مصر أنه حدث: "أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له، فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية؟ ".

                                                                                                                                                                    [ 7386 / 9 ] وفي رواية له عن أبي غادية قال: "قتل عمار بن ياسر، فأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن قاتله وسالبه في النار. فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله؟ قال: إنما قال: قاتله وسالبه ".

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية