الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7483 ] وعن شريك بن شهاب الحارثي قال: "كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يحدثني عن الخوارج، فلقيت أبا برزة الأسلمي في نفر من أصحابه في يوم عرفة، فقلت: حدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله في الخوارج. فقال: ألا أحدثك بما سمعته أذناي ورأته عيناي؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بدنانير، فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر، عليه ثوبان أبيضان، بين عينيه أثر السجود، فكان يعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يعطه، فعرض له من قبل وجهه فلم يعطه شيئا، فأتاه من قبل يمينه فلم يعطه شيئا، ثم أتاه من قبل شماله فلم يعطه شيئا، ثم أتاه من خلفه فلم يعطه شيئا، فقال: يا محمد، ما عدلت هذا اليوم في القسمة. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ثم قال: والله لا تجدون أحدا - يعني - أعدل عليكم مني - ثلاث مرات - ثم قال: يخرج من [ ص: 63 ] قبل المشرق رجال كأن هذا منهم، هديهم هكذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يعودون إليه - ووضع يده على صدره - سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون، حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا رأيتموهم فاقتلوهم، شرار الخلق والخليقة - يقولها ثلاثا ".

                                                                                                                                                                    رواه أبو بكر بن أبي شيبة والنسائي في الكبرى ورواته ثقات.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية