الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7716 ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ قالوا: لا. قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ قالوا: لا. قال، فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، فيلقى العبد ربه فيقول: أي فل ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع. قال: فيقول: بلى يا رب. قال: فيقول: فظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: إني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني فيقول، أي فل ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع. قال: فيقول: بلى يا رب. قال: فيقول: فظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثالث فيقول: أي فل، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: ظننت أنك ملاقي؟ فيقول: آمنت بك وبكتابك وبرسلك، وصليت، وصمت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع. [ ص: 172 ]

                                                                                                                                                                    قال: فيقول: فها هنا إذا. قال: ثم قال: ألا نبعث شاهدنا عليك. فيفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي. فيختم على فيه ويقال لفخذه: انطقي. فينطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان، وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق، وذلك الذي يسخط الله عليه ثم ينادي مناد: ألا لتتبع كل أمة ما كانت تعبد من دون الله فتتبع الشياطين والصلب أولياؤهم إلى جهنم قال: وبقينا أيها المؤمنون فيأتينا ربنا - عز وجل - وهو ربنا وهو يثيبنا، فيقول: علام هؤلاء؟ فيقولون: نحن عباد الله المؤمنين آمنا بالله لا نشرك به شيئا، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا - عز وجل - وهو ربنا وهو مثبتنا. قال: ثم ينطلق حتى يأتي الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس، فعند ذلك حلت الشفاعة ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم، أي اللهم سلم، فإذا جاوزوا الجسر فكل من أنفق زوجا مما ملكت يمينه من المال في سبيل الله فكل خزنة الجنة يدعونه: يا عبد الله، يا مسلم، هذا خير فتعال. قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن هذا العبد لا توى عليه يدع بابا ويلج (بابا ) قال: فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال: والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكون منهم ".


                                                                                                                                                                    رواه الحميدي بسند صحيح واللفظ له، وأحمد بن منيع وأبو يعلى إلا أنه قال: "فيختم على فيه، ثم يقال لفخذه: انطقي. فذلك الذي يعذر من نفسه ويغضب الله - عز وجل - عليه ".

                                                                                                                                                                    ورواه مختصرا محمد بن يحيى بن أبي عمر، ومسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه. ترأس بمثناة فوق، ثم راء ساكنة، ثم همزة مفتوحة أي: يصير رئيسا. وتربع بموحدة بعد [ ص: 173 ] الراء مفتوحة معناه: يأخذ مأخذة رئيس الجيش لنفسه وهو ربع المغانم ويقال له: الرباع.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية