الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    56 - باب فتح القسطنطينية وما جاء في الزلزلة وطلوع كوكب الذنب

                                                                                                                                                                    [ 4593 / 1 ] عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة، عن أسير بن جابر قال: "هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى إلا: يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة؟ قال: وكان عبد الله متكئا فجلس فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة، وقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام. ونحا بيده نحو الشام. قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، قال: فيكون عند ذلك القتال ردة شديدة، فيشرط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، قال: وتفنى الشرطة، ثم يشرط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسون فيبقى هؤلاء وهؤلاء غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشرط المسلمون شرطة لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسون فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم جند أهل الشام، فجعل الله الدائرة عليهم فيقتلون مقتلة - إما قال: لا يرى مثلها، أو قال: لم ير مثلها - حتى إن الطير ليمر بجنباتهم ما يخلفهم حتى يخر ميتا، فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقسم، فبينا هم كذلك إذ سمعوا بناس هم أكبر من ذلك إذ جاءهم الصريخ: أن الدجال قد خلف في ذراريهم. فرفضوا ما في أيديهم، ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على الأرض يومئذ - أو قال: هم من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ".

                                                                                                                                                                    رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي بلفظ واحد، ورواة أسانيدهم ثقات إلا أسيد بن جابر؛ فإني لم أقف له على ترجمة البتة. [ ص: 106 ]

                                                                                                                                                                    [ 7593 / 2 ] ورواه الحارث بن أبي أسامة عن العباس بن الفضل وهو ضعيف قال: ثنا القاسم بن الفضل، ثنا حميد بن هلال العدوي قال: "هاجت ريح مظلمة، فانطلق رجل يسعى إلى ابن مسعود ما له هجيرى إلا ابن مسعود: جاءت الساعة. فقال ابن مسعود: إن الساعة لا تقوم حتى لا يفرح بغنيمتهم ولا يقسم ميراث، يجمع الروم لكم وتجمعون لهم، حتى إن الربع من الحي لا يبقى منهم إلا رجل واحد، ثم يظهر المسلمون على الروم فيقتلونهم، حتى يدخلون جوف القسطنطينية ويملؤون أيديهم من الغنائم، فيأتيهم من خلفهم فيقول لهم: خلفكم الدجال من بعدكم. فيقبلون راجعين عودهم على بدئهم حتى إذا دنوا بعثوا اثني عشر فارسا طليعة، حتى إذا نظروا إلى الدجال، قالوا: والله ما ندري إلى ما نرجع أو ماذا نخبر. فيحملون جميعا فيقتلوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل شهداء أهريقت دماؤهم في الأرض لو شئت أن أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم وعشائرهم فعلت ".

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية