الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7893 / 1 ] وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال: "قال أعرابي: يا رسول الله، ما حوضك هذا الذي تذكر؟ قال: من البيضاء إلى بصرى، ثم يمدني الله - عز وجل - فيه بما شاء، يرد حوضي فقراء المهاجرين الذين قتلوا في سبيل الله وماتوا في سبيل الله، وقد [ ص: 251 ] وعدني ربي - عز وجل - أن يسقيني أو يوردني الكراع، وقد وعدني ربي - عز وجل - أن يدخل من أمتي سبعين ألفا الجنة بغير حساب، وتشفع كل ألف من هؤلاء السبعين ألفا في آبائهم وذرياتهم. قالوا: يا رسول الله، ففي الجنة فاكهة؟ قال: نعم، بها شجرة يقال لها: طوبى تطابق الفردوس. قال: فهل تشبه شيئا من شجر أرضنا؟ قال: لا، هل أتيت الشام؟ قال: لا، قال: بالشام شجرة تشبهها يقال لها الجوزة، وقال: ينشر أعلاها وهي على ساق. قال: يا رسول الله، فما عظم ساقها؟ قال: لو ركبت جذعا من إبل أهلك ما أحطت بها حتى تندق ترقوته هرما. قال: يا رسول الله، فهل في الجنة عنبا؟ قال: نعم. قال: فما عظم العنقود منه؟ قال: مسيرة شهر للغراب يطير لا يقع ولا يني ولا يفتر. قال: فما عظم الحبة منه؟ قال: هل ذبح أبوك تيسا من غنمه فألقى إهابه إلى أمك فقال: أفريه دلوا نروي به ماشيتنا، لعل هذا أن يكون مثل الحبة منه. قال: إن هذه لتكفيني وأهل بيتي؟ قال: نعم وعشيرتك ".

                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى الموصلي واللفظ له، وأحمد بن حنبل ، والطبراني في الكبير والأوسط، والبيهقي.

                                                                                                                                                                    [ 7893 / 2 ] ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ: "إن ربي وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب، ثم يتبع كل ألف سبعين ألفا، ثم يحثي بكفه ثلاث حثيات. فكبر عمر، فقال صلى الله عليه وسلم: إن السبعين الألف الأول يشفعهم في آبائهم وأمهاتهم، وأرجو أن يجعل الله أمتي أدنى الحثوات الأواخر ".

                                                                                                                                                                    قوله: أفري لنا منه ذنوبا أي: شقي واصنعي. الذنوب: بفتح الذال المعجمة هو الدلو، وقيل: لا يسمى ذنوبا إلا إذا كانت ملأى أو دون الملئ. [ ص: 252 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية