الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7397 ] وعن عمر بن شعيب - أخو عمرو بن شعيب - بالشام، عن أبيه، عن جده قال: "كانت أم عبد الله بنت نبيه بن الحجاج تلطف برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها ذات يوم فقال: كيف أنت يا أم عبد الله؟ قالت: بخير. فقلت: فكيف أنت، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: فكيف عبد الله؟ قالت: بخير، وعبد الله رجل ترك الدنيا، فقال له أبوه يوم صفين: اخرج فقاتل. فقال: يا أبه، كيف تأمرني أن أقاتل وكان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد سمعت؟ قال: نشدتك بالله أتعلم أن آخر ما كان من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخذ بيدك فوضعها في يدي، فقال: أطع عمرو بن العاص. قال: نعم.

                                                                                                                                                                    قال: آمرك أن تقاتل. قال: فخرج فقاتل، فلما وضعت الحرب أنشأ عمرو يقول:


                                                                                                                                                                    شبت الحرب فأعددت لها مفرع الحارك مروي الثبج     يصل الشد بشد وإذا
                                                                                                                                                                    وثب الخيل من الشد معج     جرشع أعظمه جفرته
                                                                                                                                                                    فإذا نيل من الماء حدج

                                                                                                                                                                    [ ص: 25 ] وقال عمرو أيضا:


                                                                                                                                                                    لو شهدت جمل مقامي ومشهدي     بصفين يوما شاب فيها الذوائب
                                                                                                                                                                    عشية جاء أهل العراق كأنهم     سحاب ربيع رفعته الجنائب
                                                                                                                                                                    وجئناهم تردى كأن سيوفنا     من البحر مد موجه متراكب
                                                                                                                                                                    إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا     كتائب منهم وارجحنت كتائب
                                                                                                                                                                    فدارت رحانا واستدارت رحاهم     سراة النهار ما تولى المناكب
                                                                                                                                                                    فقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا     عليا فقلنا: بل نرى أن نضارب "

                                                                                                                                                                    رواه الحارث بن أبي أسامة .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية