الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7851 ] وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه "في قول الله - عز وجل - : ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها ) وجدوا عند باب الجنة شجرة. قال معمر: يخرج من ساقها - وقال الثوري: من أصلها - عينان، فعمدوا إلى إحداهما فكأنما أمروا بها - قال معمر: فاغتسلوا بها - وقال الثوري: فتوضؤوا منها - فلا تشعث رؤوسهم بعد ذلك أبدا، ولا تغبر جلودهم بعد ذلك أبدا، كأنما ادهنوا بالدهان، وجرت عليهم نضرة النعيم، ثم عمدوا إلى أخرى، فشربوا منها، فطهرت أجوافهم، فلا يبقى في بطونهم قذى ولا أذى ولا سوء إلا خرج، وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. وتتلقاهم الولدان كاللؤلؤ المكنون، وكاللؤلؤ المنثور، يخبرونهم بما أعد الله لهم، يطوفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم، تجيء من الغيبة يقولون: أبشر؛ أعد الله لك كذا وأعد لك كذا، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه، فيقول: قد جاء فلان - باسمه الذي كان يدعى به في الدنيا - فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها، فتقول: أنت رأيته؟ قال: فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه على جندل اللؤلؤ بين أخضر وأصفر وأحمر من كل لون، ثم يجلس فإذا زرابي مبثوثة، ونمارق مصفوفة، وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه فينظر إلى سقف بنيانه، فلولا أن الله - تبارك وتعالى - قال معمر: قدر له ذلك. وقال الثوري: سخر ذلك له - لألم أن يذهب [ ص: 232 ] ببصره بما هو مثل البرق فيقول: ( الحمد لله الذي هدانا لهذا ) ... الآية ".

                                                                                                                                                                    رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح، وحكمه حكم المرفوع إذ ليس للرأي فيه مجال، ورواه البغوي في الجعديات وأبو نعيم في صفة الجنة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية