الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 7772 / 1 ] وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافترش كل رجل منا ذراع راحلته، قال: فانتبهت، بعض الليل، فإذا ناقة [ ص: 196 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس قدامها أحد، فانطلقت أطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا معاذ بن جبل، وعبد الله بن قيس قائمان، فقلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالا: ما ندري، غير أنا سمعنا صوتا بأعلى الوادي، فإذا مثل هزيز الرحى. قال: فلبثنا يسيرا ثم أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه أتاني من ربي آت، فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، وإني اخترت الشفاعة. قالوا: يا رسول الله، ننشدك بالله والصحبة، لما جعلتنا من أهل شفاعتك. قال: فأنتم من أهل شفاعتي. قال: فلما أكبوا عليه قال: فإني أشهد من حضر أن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا من أمتي ".

                                                                                                                                                                    رواه أبو يعلى الموصلي .

                                                                                                                                                                    [ 7772 / 2 ] والطبراني بإسناد جيد ولفظه: عن عوف بن مالك قال: "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا حتى إذا كان الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم، فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضع خده إلى الأرض، وأرى وقع كل شيء في نفسي، فقلت: لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأكلأنه الليلة حتى أصبح، فخرجت أتخلل الرحال حتى دفعت إلى رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ليس في رحله، فخرجت أتخلل الرحال حتى خرجت من العسكر، فإذا أنا بسواد، فتيممت ذلك السواد، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما - فقالا لي: ما الذي أخرجك؟ فقلت: الذي أخرجكما، فإذا نحن بغيطة منا غير بعيد، فمشينا إلى الغيطة، فإذا نحن نسمع فيها دوي كدوي النحل، وكخفيق الرياح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ها هنا أبو عبيدة بن الجراح؟ قلنا: نعم. قال: ومعاذ بن جبل؟ قلنا: نعم. قال: وعوف بن مالك؟ قلنا: نعم. قال: فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء، حتى رجع إلى رحله، فقال: ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفا؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: خيرني ربي بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة. قلنا: يا رسول الله، ما الذي اخترت؟ قال: اخترت الشفاعة. قلنا جميعا: يا رسول الله، اجعلنا من أهل شفاعتك. قال: إن شفاعتي لكل مسلم ".

                                                                                                                                                                    [ 7772 / 3 ] ، ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض [ ص: 197 ] مغازيه، فانتهيت ذات ليلة، فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه، وإذا أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا الإبل قد وضعت جرانها. قال: فنظرت فإذا أنا بخيال، فإذا معاذ بن جبل قد نظر إلي، فقلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.... " فذكره.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية