الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    29 - باب في شر الخلق والخليقة فيه حديث أنس، وتقدم في آخر كتاب الإيمان، وحديث سهل بن سعد، وتقدم في كتاب العلم، وحديث ابن عباس وغيره، وتقدم في آخر التفسير، وحديث أنس، وسيأتي في القيامة في ذكر الحوض. [ ص: 61 ]

                                                                                                                                                                    [ 7481 / 1 ] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج قوم من قبل المشرق يحسنون القراءة ويسيئون الفعل، ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، شر الخلق والخليقة - مرتين - من لقيهم فليجاهدهم القتال، فلمن قتل أفضل الشهادة، ولمن غلب أفضل الأجر ".

                                                                                                                                                                    رواه مسدد .

                                                                                                                                                                    [ 7481 / 2 ] وفي رواية له ضعيفة "يخرج قوم من أمتي بعد فرقة من الناس - أو عند اختلاف من الناس - يقرؤون القرآن كأحسن ما يراه الناس، ثم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يرمي الرجل الصيد فينفذ به الرفث والدم، ويأخذه السهم، فيتمارى أصحابه شيء أم لا، هم شرار الخلق والخليقة، يقتلهم أولى الطائفتين بالله وأقربهم إلى الله - عز وجل ".

                                                                                                                                                                    [ 7481 / 3 ] ورواه أبو يعلى ولفظه: عن أبي سعيد الخدري قال: "حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وهو يقسم بين الناس قسمة، فقام رجل من بني أمية فقال له: اعدل يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خبت إذا وخسرت إن لا أعدل أنا فمن يعدل، ويحك. فاستأذن عمر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بالذي أقتل أصحابي، سيخرج أناس يقولون مثل قوله، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأخذ سهل فنظر إلى رصافه فلم ير فيه شيئا، ثم نظر إلى نصله - يعني القدح - فلم ير فيه شيئا، ثم نظر إلى قذذه فلم ير فيه شيئا، سبق الفرث والدم، علامتهم رجل يده كثدي المرأة كالبضعة تدردر [ ص: 62 ] فيها شعيرات كأنها سخلة سبع. قال أبو سعيد: حضرت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضرت مع علي رضي الله عنه يوم قتلهم بالنهروان. قال: فالتمسه فلم يجده، ثم وجده بعد ذلك تحت جدار على هذا النعت، فقال علي: أيكم يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم: نحن نعرفه هذا حرقوص وأمه ها هنا، قال: فأرسل إلى أمه، فقال لها: من هذا؟ فقالت: ما أدري يا أمير المؤمنين، إلا أني كنت أرعى غنما لي في الجاهلية بالربذة، فغشيني شيء كهيئة الظلة، فحملت منه فولدت هذا ".

                                                                                                                                                                    وتقدم بعضه في كتاب قتال أهل البغي في باب قتال الزط.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية