الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              باب ذكر اللسان والكلام

                                                                                                                                                                              جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "في اللسان الدية " . [ ص: 249 ]

                                                                                                                                                                              9502 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني الحكم بن موسى ، قال : حدثنا يحيى بن حمزة ، [عن سليمان بن داود ، قال : حدثني الزهري ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ] ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات ، وبعث به مع عمرو بن حزم ، فقرئت على أهل اليمن ، فيه : أن في اللسان الدية .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وأجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على القول به . وممن روينا عنه أنه قال ذلك علي بن أبي طالب .

                                                                                                                                                                              9503 - حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، أنه قال : في اللسان الدية .

                                                                                                                                                                              وبه قال مالك ، وعبد العزيز بن أبي سلمة فيمن تبعهما من أهل المدينة ، وكذلك قال الثوري ، وأهل العراق ، والشافعي ، وأصحابه ، وأحمد ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي . [ ص: 250 ]

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيما يجب على الرجل يجني على لسان الرجل فيقطع من اللسان شيئا يذهب من الكلام بعضه .

                                                                                                                                                                              فقال أكثر من أحفظ عنه من أهل العلم : ينظر إلى مقدار ما ذهب من الكلام من ثمانية وعشرين حرفا ، فيكون عليه من الدية بقدر ما ذهب من الكلام . روي هذا القول عن مجاهد .

                                                                                                                                                                              قال مالك : إذا قطع من اللسان ما يمنع به صاحبه من الكلام ففيه الدية كاملة ، وإن قطع منه ما يمنعه من نقص الكلام كان له بقدر ما نقص من كلامه .

                                                                                                                                                                              وهذا قول الشافعي ، وقال : أجعل عليه الأكثر من قياس ما أ ذهب من كلامه أو لسانه ، وقال : يعتبر ذلك بحروف التهجي .

                                                                                                                                                                              وقال أحمد ، وإسحاق : كذلك بقدر الحروف على أ ب ت ث . .

                                                                                                                                                                              وفي قول أصحاب الرأي : في اللسان الدية ، وفي بعضه إذا منع الكلام الدية .

                                                                                                                                                                              وقال مالك : ليس في اللسان قود . وكان أبو ثور يقول : في الكلام الدية ، وإذا نقص من الكلام شيء ففيه من الدية بقدر ذلك ، وما أصيب من اللسان فيه حكومة . [ ص: 251 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية