الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الرجل يأمر الرجل بقتل الرجل

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في الرجل يأمر الرجل بقتل الرجل فيقتله المأمور : فقالت طائفة : القتل على القاتل . كذلك قال عطاء بن أبي رباح ، وسليمان بن موسى ، والحكم ، وحماد . وحكي ذلك عن مالك . وبه قال الشافعي ، وأحمد ، وإسحاق .

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثان : وهو أنهما شريكان هنا . هكذا قال النخعي . وروي عنه أنه قال : هما شريكان في الإثم . وحكي عن عثمان البتي أنه قال : لو أن رجلا أمر رجلا فقتل ، فإن سلطانا أمر رجلا فقتل ، فإن القود على [ ص: 91 ] السلطان ، لأنه أكرهه ، فإن كان سارع إلى ذلك فإن عليهما القود ، وكذلك السيد إذا أمر عبده . وقال بمثل هذا المعنى عبيد الله بن الحسن . وكان الشافعي يقول : إذا أمر السلطان رجلا بقتل رجل ، والمأمور يعلم أنه أمر بقتله ظلما ، كان عليه وعلى الإمام القود كقاتلين معا ، وإنما أزيل القود عنه إذا ادعى أنه قتله وهو يرى أنه يقتل بحق ، ولو علم أنه أمر بقتله ظلما وأكرهه لم يزل عن الإمام القود بكل حال ، وفي المأمور قولان : أحدهما : أن عليه القود ، والآخر : لا قود عليه للشبهة ، وعليه نصف الدية والكفارة .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية