الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر أخبار رويت في هذا الباب .

                                                                                                                                                                              9670 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، قال : قال نافع [ ص: 507 ] في حديثه عن عبد الله بن عمر قال : فكنا نقول ما الله بقابل ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا توبة قوم قد عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم ، وقال : كانوا يقولون ذلك لأنفسهم ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل الله فيهم وفي قولنا لهم وقولهم لأنفسهم ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) إلى قوله : ( أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ) وقرأ هاتين الآيتين ، قال عمر : فكتبتها بيدي في صحيفة فبعثت بها إلى هشام بن العاص ، قال : فقال هشام : لما أتتني جعلت أقرأها وأنا بذي طوى أصعد فيها وأصوب فلا أفهمها ، ثم قلت : اللهم فهمنيها ، قال : فألقى الله في قلبي أنها أنزلت فينا ، وفيما كنا نقول في أنفسنا ، ويقال فينا . قال : فرجعت إلى بعيري فجلست عليه ، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة .

                                                                                                                                                                              9671 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو همام البصري الدلال ، حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب عن الفرات بن حيان - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتله - وكان عينا لأبي سفيان وحليفا ، فمر على حلقة من الأنصار فقال : إني مسلم . [ ص: 508 ]

                                                                                                                                                                              فقال رجل منهم : يا رسول الله إنه يقول أنه مسلم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم الفرات بن حيان"
                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                              9672 - ومن حديث يزيد بن زريع : حدثنا داود - هو ابن أبي هند - عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم ندم ، فأرسل إلى قومه : أن سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لي من توبة ؟ [قال : ] فنزلت : ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات ) إلى قوله : ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ) ، قال : فأرسل إليه قومه فأسلم .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية