الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر صيام المظاهر للرؤية

                                                                                                                                                                              قال الله - جل وعز - : ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ) .

                                                                                                                                                                              وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن من صام بالأهلة يجزئه صيام شهرين كانا ثمانية أو تسعة وخمسين يوما أو ستين يوما .

                                                                                                                                                                              هذا قول سفيان الثوري، وأهل العراق، وبه قال مالك، وأهل الحجاز، وكذلك قال الشافعي، وأصحابه، وأبو ثور، وغيره، وكذلك قال أبو عبيد .

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيمن لم يستقبل الهلال بالصوم .

                                                                                                                                                                              فقالت طائفة: يصوم ستين يوما .

                                                                                                                                                                              كذلك قال الزهري، ويجزئه في قول الشافعي أن يصوم شهرا بالهلال وثلاثين يوما، وكذلك إذا ابتدأ في الصيام بعد أن مضى من الهلال أيام، وكذلك قال أصحاب الرأي .

                                                                                                                                                                              وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن من صام بغير الأهلة أن صوم ستين يوما يجزئ عنه .

                                                                                                                                                                              ومن حجة من رأى أن يجزئه الصوم بالأهلة وإن نقص الشهر ولا يجزئه إلا التمام إذا خفي عليه معرفة الهلال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 422 ] في شهر رمضان: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين ثم أفطروا" .

                                                                                                                                                                              قالوا: فوجدناه سن في الأهلة النظر إلى الإهلال إذا علم ذلك وإن جهل ذلك، النظر إلى العدد وكل مفروض من الصوم المتتابع، مثله .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية