الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الإحداد في الطلاق الذي يملك فيه الرجعة

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيما تتقيه المطلقة طلاقا يملك الزوج رجعتها في العدة .

                                                                                                                                                                              فقالت طائفة: ليس على مطلقة يملك رجعتها زوجها إبداء الزينة .

                                                                                                                                                                              وكان الحسن البصري يقول: تشوف له ولا يرى منها رأسا ولا رجلا .

                                                                                                                                                                              وقال النخعي : يؤذنها بالصوت والتنحنح، ويحرك نعليه ولا يستأذن عليها، وتكتحل وتزين (ولا تحسر) عنده .

                                                                                                                                                                              وكان سفيان الثوري يقول: تزين له، وتتشوف له، ولا يستأذن عليها، ويشعرها بالتنحنح، ولا يرى لها شعرا ولا محرما .

                                                                                                                                                                              وقال أحمد بن حنبل : تزين له، وتشوف له .

                                                                                                                                                                              وكان قتادة يقول: إذا طلقها واحدة أو اثنتين يصوت وينحنح .

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: وأما المطلقة طلاقا يملك زوجها فيه الرجعة فلا بأس أن تطيب وتزين وتلبس ما أحبت . [ ص: 578 ]

                                                                                                                                                                              وكان عبد الله بن عمر لما طلق امرأته يأخذ الطريق الآخر من أدبار البيوت كراهية أن يستأذن عليها حتى راجعها. وبهذا قال مالك .

                                                                                                                                                                              وقال الزهري : ليستأذن عليها حتى يراجعها .

                                                                                                                                                                              وقال مالك: إذا طلق امرأته تطليقة أو تطليقتين لا يخلو معها ولا يدخل عليها إلا بإذن، ولا ينظر إليها إلا وعليها ثيابها، ولا ينظر إلى شيء من شعرها. وكره أحمد أن ينظر إلى [شعر] المطلقة التي يملك زوجها رجعتها .

                                                                                                                                                                              وحكى أبو ثور عن الشافعي أنه قال: وأحب إلي التي طلقت طلاقا يملك فيه الرجعة أن لا تزين ولا تعطر، وأن تجتنب في عدتها ما تجتنبه المطلقة ثلاثا، وذلك أنها في العدة وإن كانت تلك لا يملك رجعتها . [ ص: 579 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية