ذكر الستر على المسلمين  
قال  أبو بكر   : جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :  "من ستر على مسلم ستر الله عليه في الآخرة  " . 
 9260  - حدثنا  إسحاق  ، عن  عبد الرزاق  ، عن  معمر  ، عن  محمد بن واسع  ، عن أبي صالح  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من ستر على مسلم ستر الله عليه في الآخرة "  . 
 9261  - أخبرنا  [حاتم ] بن منصور   : أن  الحميدي  حدثهم قال : حدثنا سفيان  قال : حدثنا يحيى بن عبد الله الجابر  ، أنه سمع أبا ماجد الحنفي  يقول : كنت عند  عبد الله بن مسعود  ، فقال عبد الله   : إني لأعلم أول رجل قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتي برجل من الأنصار قد سرق ، فقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما سف في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرماد - وأشار سفيان  بكفه إلى وجهه وقبضها ، وأشار  أبو بكر   - يعني  [ ص: 13 ]  الحميدي   - بكفه إلى وجهه وقبضها - فقيل يا رسول الله ، كأنك إذن - أي : - كرهت ، قال : "وما يمنعني ؟ أن تكونوا أعوانا للشيطان على صاحبكم ، إنه لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه ، والله عفو يحب العفو ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم   ) . 
قال  أبو بكر   : والأخبار في هذا الباب تكثر ، وقد ذكرتها في غير هذا الموضع ، والذي يستحب لمن اطلع من أخيه المسلم على عورة أو زلة يوجب ذلك حدا أو تعزيرا ، أو يلحقه في ذلك عيب ، أو عار - أن يستره عليه رجاء ثواب الله  ، ويجب لمن بلي بذلك أن يتستر بستر الله ، ويعقد توبة ، فإن لم يفعل ذلك الذي أصاب الحد وأبدى ذلك للإمام وأقر به لم يكن إثما ، لأنا لم نجد في شيء من الأخبار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ذلك ، بل الأخبار دالة على أن من أصاب حدا فأقيم عليه فهو كفارته .  [ ص: 14 ] 
 9262  - أخبرنا الربيع  قال : أخبرنا  الشافعي  قال : أخبرنا  سفيان بن عيينة  ، عن  ابن شهاب  ، عن أبي إدريس  ، عن  عبادة بن الصامت  قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا" وقرأ عليه الآية ، وقال : "فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب ، فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله ، إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه "   . 
وقد ذكرنا سائر الأخبار في مواضعها ، من ذلك قوله لعمر  حين قال له عمر   : رجمتها يا رسول الله ثم تصلي عليها ؟ فقال : "لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة  وسعتهم ، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها "  .  [ ص: 15 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					