قلت: فإن الله أخبر أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين أن أهل اليمن سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أول هذا الأمر فقال: [ ص: 460 ] لم يقل أحد من سلف الأمة ولا أئمتها، إن هذه السموات والأرض خلقتا وحدثتا من غير أن يتقدمها مخلوق، وهذا وإن كان يظنه طائفة من أهل الكلام، أو يستدلون عليه فهذا قول باطل؛ وفي رواية في «كان الله ولم يكن شيء غيره» البخاري وفي رواية: «ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السموات والأرض» وفي صحيح «ثم كتب في الذكر كل شيء؛ ثم خلق السموات والأرض» عن مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عبد الله بن عمرو وقد بسطنا هذا فيما سيأتي لما احتج المؤسس بحديث «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة؛ وكان عرشه على الماء» عمران هذا؛ وذكر المخلوقات التي أخبر بابتدائها القرآن وإعادتها وما يتعلق بذلك.
[ ص: 461 ]