قلت: فقوله «الذين لم يثبتوا له في وصفهم حقيقة» بيان أن كلامهم يقتضي عدمه.
وقوله: «ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانيته» موافقة فيما ذكره; من أن الواحد هو المنفرد عن الخلق، فمن لم يقر بذلك لم يقر بوحدانيته. «لابن كلاب»
يبين معنى ما ذكره في «الموجز» كما نقله وقوله: «كل ذلك يدل على أنه ليس في خلقه ولا خلقه فيه، لأنه مستو على عرشه» لما قال في جواب المسائل: «أتقولون: إنه خارج من العالم، إن أردت أنه ليست الأشياء فيه، ولا هو في الأشياء، فالمعنى صحيح، وأنه لم يرد بذلك مجرد النفي المقرون بإثبات كونه فوق العرش، كما صرح به هنا، ويؤكد ذلك أنه بين أن الذين يصفونه بالنفي يؤول كلامهم كله إلى التعطيل، وأنهم لا يثبتون له حقيقة، ولا يوجبون له وحدانية. «ابن فورك»